جريدة الديار
الأحد 1 ديسمبر 2024 06:57 صـ 30 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الشيخ أحمد على تركي يكتب: المال نعمة وفتنة

الشيخ أحمد على تركي
الشيخ أحمد على تركي

المال نعمة من الله تعالى على خلْقه فإذا استعملوها في طاعته فهي فتْح باب رحْمته وبركته.

فالمال إن استُعمِل في طاعة الله تعالى فهو نعمة وإن استُعمِل في معصية الله تعالى فهو نقمة وفتنة وباب سوء وعذاب.

قال تعالى:

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾

الأنعام: 44

أي فتحنا عليهم أبوابَ الرزق من كلِّ ما يختارون من الأموال والأولاد والأرزاق ﴿ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً ﴾ أي على غَفْلة، ﴿ فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ أي آيسون من كل خير .

وعن عُقْبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

إذا رأيت الله يُعطي العبدَ من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا الرسول صلى الله عليه وسلم الآيةَ .

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:

إذا أراد الله بقوم بقاء أو نماء رزَقهم القصدَ والعفافَ وإذا أراد الله بقوم اقتطاعًا فتح عليهم بابَ خيانة

﴿ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾

فالمالُ وسيلةٌ إلى الإنفاق في وجوه البذل المحمودة عقلاً وشرعًا أمَّا مَن يشح ويبخل ويكون مسيكًا لا تنضح يدُه ولا يعطي في موضع الإعطاء ويحرِم الفقيرَ والمسكين وذوي القُرْبى فالمال في حقِّه عقوبةٌ يأثم فيه ويُذَم بسببه ويكون وبالاً عليه ونِقمة .

ومِن الناس مَن يُهلِك نفسَه في طلب المال وهو محرومٌ من الانتفاع به والاستفادة منه فيكون وبالاً عليه وتعبًا وهمًّا وعناءً وشقاءً فهو يكسبه من طُرق حرام ويمنع حقَّ الله فيه ولا يؤدِّي ما للقريب والفقير والمسكين وابن السبيل ولا يوسِّع على نفسه وولده وذويه ولا ينفقه في المكارِم والمحامد فلا ينال ثناءً في الدنيا ولا حسناتٍ في الأخرى وإنما نصيبُه الذمُّ والعقاب .

واعلموا أن ما رزقكم الله تعالى من الأموال وانفتاح الدنيا وزينتها ما هو إلا متاع وعما قليل سيزول أو يزول عنه صاحبه .

فالمال نعمة من الله تعالى على خلْقه فإذا استعملوها في طاعته فهي فتْح باب رحْمته وبركته .

ولهذا مدح الله تعالى المال وسماه خيراً بقوله تعالى:

﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً ﴾

البقرة: 180

أي مالاً

وقوله سبحانه:

﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾

سورة العاديات

أي المال

ويروى عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه كان يقول:

حبذا المال أصون به عرضي وأقرضه ربي فيضاعفه لي يريد قوله تعالى:

﴿ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ﴾

سورة البقرة

وروى السدي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى :

﴿ وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾

سورة هود

أي مالاً إلى مالكم .

وخير ما نختم به هذه الاختيارات حديث رسول الله الهدى صلى الله عليه وسلم:

نعم المال الصالح للرجل الصالح .

الذي يحسن طريق جمعه، كما يحسن طريق إنفاقه واستهلاكه.