الشيخ أحمد علي تركي يكتب: لماذا فسد كثيرٌ من النشيد الإسلامي؟
قرأت مقولة الإمام الغزالي رحمه الله وهي: " ومهما كان الواعظ شاباً متزيناً للنساء في ثيابه وهيئته كثير الأشعار والإِشارات والحركات وقد حضر مجلسه النساء فهذا منكر يجب المنع منه، فإن الفساد فيه أكثر من الصلاح، ويتبـين ذلك منه بقرائن أحواله ، بل لا ينبغي أن يسلم الوعظ إلا لمن ظاهره الورع وهيئته السكينة والوقار وزيه زي الصالحين ، وإلا فلا يزداد الناس به إلا تمادياً في الضلال".
حين قرأتها لم أجدني أقول إلا :
إذا كان الشاب يريد وعظ النساء بالألحان والأشعار مع إشارات وحركات ؛ وقُبّح فعله ؛ فما بالكم إن كان يُنشد عن الحب والجمال مع دلع شبابي وغنج يقوم به ذكور بعض المنشدين لا تجدُ أنّه يمتُّ إلى الرجولة بِصِلَة !
وعن أم علقمة :
" أن بنات أخي عائشة اختتن فقيل لعائشة :
ألا ندعو لهن من يلهيهين؟
قالت: بلى
فأرسلت إلى عدي مُغَني فأتاهن ، فمرت عائشة في البيت ، فرأته يتغنى ويحرك رأسه طربا- وكان ذا شعر كثير- فقالت : أف ، شيطان ! أخرجوه ، أخرجوه".
ولم يقف الأمر عند تمالح وتدلل بعض المنشدين الإسلاميين ؛ فإننا نجد أنّه لم يقف الأمر عندهم فحسب!
لقد صرنا نرى مُنشدات إسلاميات تنشد عن سيدي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وتلبس لباساً كله يدعو إلى إعادة النظر وتقليب البصر..
ولا تقف عن نشيدها فحسب بل تدخل في أداء النغم واللحن وتتأوّه أمام الجماهير ..
نعم يا سادة !
وهل التأوّه لأجل خدمة الدين والإسلام كذلك..
والخطير تصدير فتيات صغيرات يافعات للغناء المسرحي والإعلامي ؛ وأخذهن الأجر على ذلك؛ حتى إذا ناهزن البلوغ ؛ شق ترك الغناء لتعلق كثير منهنّ بالجمهور ، وتوقف الأجر المادي .
نقولات علمية :
يقول العلاّمة ابن مفلح الحنبلي المقدسي:
"صوت الأجنبية ليس عورة على الأصح ، ويحرم التلذذ بسماعه ولو بقراءة".
ومع كون ابن حزم قد أجاز استخدام أدوات العزف ؛ وخالف جماهير الفقهاء في تحريم أدوات العزف ؛ إلاّ أنّه شدّد على المرأة الغناء أمام الرجال فقال :
"حُرِّمَ على المسلم الالتذاذ بسماع نغمة امرأة أجنبية".
ويقول العلاّمة أبو العباس المجيلدي عن المحتسب :
"يمنع النساء أن يبدين وجوههن وزينتهن ، ومن غنائهن والرجال يسمعون".
الشيخ أحمد علي تركي
مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف