جلوبال تايمز :واشنطن تستخدم كانبيرا كقاعدة ضد الصين
افادت صحيفة "جلوبال تايمز"، إن نشر واشنطن طائرات "B-52" في أستراليا يثبت أنها تهدف إلى تشكيل هجوم ضد الصين.
وأضافت أن استخدام الولايات المتحدة أستراليا كقاعدة لها ضد الصين، لتصبح بيدقاً بيدها، في حين تخسر كانبيرا مصالحها مع بكين.
وأضافت أن الولايات المتحدة نشرت فيفبراير، أربع قاذفات من طراز "B-52" في جوام، لذا فإن نشر الطائرة في أستراليا يثبت أن واشنطن تهدف إلى تشكيل هجوم كماشة ضد الصين من الجانبين.
وأوضحت الصحيفة أن طائرات (B-52) كانت العمود الفقري لقوة القاذفات الاستراتيجية لواشنطن لأكثر من 60 عاماً، وباعتبارها القاذفة الأكثر قدرة على القتال في المخزون الأميركي، فإن هذه القاذفات الثقيلة بعيدة المدى قادرة على نشر أسلحة نووية وتقليدية.
وذكرت رويترز في هذا السياق، إن الولايات المتحدة تخطط لنشر ما يصل إلى ست قاذفات نووية من طراز B-52 في قاعدة جوية في شمال أستراليا، وسط توترات متصاعدة مع الصين.
وأضافت"جلوبال تايمز"، أن القواعد العسكرية الأميركية في أستراليا تعمل حالياً كقواعد دعم، وتجعل واشنطن من كانبيرا إحدى قواعدها العسكرية الأمامية، كما فعلت بالفعل مع طوكيو وسيؤل.
ورأت "جلوبال تايمز"، أنه "على أستراليا أن تدرك أن الصين لن تقدم أدنى تنازل في ما يتعلق بمصالحها الجوهرية، خاصة عندما يتعلق الأمر بجزيرة تايوان، وإذا كانت أستراليا تريد اتباع استراتيجية الولايات المتحدة في لعب ورقة تايوان لاحتواء الصين، فإنها تنبح تحت الشجرة الخطأ.
وقالت: لا تريد الولايات المتحدة سوى استخدام أستراليا كبيدق، ما يجعل الأخيرة ملحقاً لها. نتيجة لذلك، ستنفق أستراليا مبالغ طائلة لإنشاء المزيد من القواعد العسكرية الأميركية والمساعدة في تنفيذ استراتيجية واشنطن للمحيطين الهندي والهادئ.
وأضافت أنه بكل هذه الأموال، ما تحافظ عليه كانبيرا هو الأمن القومي لواشنطن، وما تحافظ عليه هو هيمنة واشنطن الإقليمية أو حتى العالمية،تعتقد أستراليا أن اتباع الولايات المتحدة يمكن أن يعزز فرصتها في أن تصبح قوة عظمى، ولكن في الواقع، فإن القيام بذلك سيجعل مثل هذا الطموح مجرد حلم هش.
ووفق الصحيفة، فإن كانبيرا سوف تتحمل مخاطر تقويض مصالحها الوطنية إذا استمرت في استراتيجيتها المتمثلة في اتباع الولايات المتحدة بشكل أعمى.
وأشارت "جلوبال تايمز"، إلى أن أستراليا لم تعد ملاذاً بعيداً ومنعزلاً عن البلدان الأخرى، فمن خلال العمل كقاعدة أميركية متقدمة، ستصبح أستراليا ساحة معركة بمجرد اندلاع حرب بين الصين والولايات المتحدة، إذ أصبحت الضربات بعيدة المدى شائعة في الحروب الحديثة.
وقد تدفع كانبيرا بكين بعيداً كواحدة من أهم أسواقها وشركائها التجاريين، وتحتاج إلى إدراك أن تطوير العلاقات الودية والتعاونية مع الصين يتماشى بشكل أكبر مع المصالح الفعلية لأستراليا وشعبها، فخسارة الصين ستضع التنمية الاقتصادية لأستراليا في موقف حرج.
ومن المفارقات التي ذكرتها الصحيفة أنه في حين تستمر كانبيرا في خسارة السوق الصينية، فإن الولايات المتحدة حليف أستراليا تطعنها في ظهرها من خلال احتلال مكانتها ببطء في السوق الصينية معتبرةً أن هذا الأمر يوضح أنه لا يوجد شيء مثل الحليف أمام المصالح.
وأكدت الصحيفة في الختام أنه إذا ذهبت أستراليا إلى أبعد من ذلك وأكثر في المسار الخطأ، فسينتهي بها الأمر حتماً إلى إلحاق الضرر بنفسها لمصلحة الولايات المتحدة.
وفي سبتمبر الماضي، قالت صحيفة "ستارز آند سترايبس" إنه يجري تنفيذ أعمال بناء كبيرة بتمويل من الحكومتين الأميركية والأسترالية في ميناء داروين الشمالي، لتعزيز منشآت ستستخدمها القوات الجوية والبحرية وسلاح مشاة البحرية الأميركية.
وستدعم المنشآت تدريب القوات الأميركية والأسترالية للدفاع عن سلاسل الجزر الصغيرة التي من المحتمل أن تكون ساحة لأي صراع مستقبلي مع الصين وفقاً لمساعد وزير الدفاع الأسترالي السابق روس باباج.
ويشار إلى أن معهد لوي للدراسات، قال إنه يوجد مستويات عالية من الدعم لتحالف أستراليا مع الولايات المتحدة على مدار 18 عاماً.
وتحوي أستراليا العديد من القواعد العسكرية الأميركية، أبرزها "باين جاب، (Pine gap)، التي وصفت بأنها مركز سري للمخابرات الأميركية.
والعام الماضي، أعلنت واشنطن تشكيل تحالف أمني استراتيجي وشراكة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يضمّ كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأستراليا.
وينص اتفاق الشراكة على أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية بتزويد أستراليا بتكنولوجيا وقدرات تمكنها من نشر غواصات تعمل بالطاقة النووية.وعلقت الصين على الاتفاق الأمني، بقولها إنه يتعين على الدول التخلص من عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي.