شبح أمريكا النووي يطل برأسه ..”القنبلة بي 61”
وسط تهديدات نووية متبادلة، بين روسيا والغرب بسبب الحرب الأوكرانية، فجرت واشنطن مفاجأة باعتزامها نشر قنبلة نووية تكتيكية في أوروبا.
فبحسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية فإن واشنطن قررت في اجتماع مغلق لحلف الناتو أنها ستسرع في نشر نسخة حديثة من القنبلة بي 61، وهي بي 61-12، مشيرة إلى أن الأسلحة الجديدة ستصل إلى القواعد الأوروبية في ديسمبر المقبل، في وقت سابق على موعدها المقرر سلفا.
ويبلغ طول القنبلة B61-12 ، 3.6 متر، وتحمل رأسا نووية أقل قوة مقارنة بالعديد من الإصدارات السابقة، ولكنها أكثر دقة ويمكن أن تخترق سطح الأرض.
وظهرت القنبلة بي 61 للنور لأول مرة في ولاية نيفادا الأمريكية بعد فترة قصيرة من أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 حيث تم إجراء اختبارات عليها، وفي عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما (2009 – 2017)، تمت الموافقة على تطوير النسخة الجديدة منها "بي 61-12".
ووفقا لتقرير الإدارة الوطنية للأمن النووي الأمريكي، فإن القنبلة "بي 61-12" ستحل مكان ثلاثة طرز أخرى من بي 61 موجودة حاليا في المخزونات، وتحمل أرقام بي 61- 3 و4 و7.
ولدى روسيا نحو ألفي سلاح نووي تكتيكي قيد التشغيل، بينما تمتلك الولايات المتحدة نحو 200 فقط، تنشر نصفها في قواعد في إيطاليا وألمانيا وتركيا وبلجيكا وهولندا، وفقا لتقارير إعلامية.
علقت روسيا على الأمر، على لسان نائب وزير خارجيتها، ألكسندر جروشكو، الذي أكد أنه لا يمكن تجاهل خطط تحديث الأسلحة النووية، تلك القنابل ذات السقوط الحر في أوروبا.
وبحسب جروشكو فإن واشنطن تعمل على تحديث القنبلة "بي – 61"، وزيادة دقتها وتقليل قوة شحنتها النووية، أي أنها تحولها لتصبح من ضمن الأسلحة التي تستخدم في ساحة المعركة، وبالتالي تخفض الحد الأدنى للانتشار النووي، مؤكدا أن موسكو ستأخذ هذا في الاعتبار في تخطيطها العسكري.
جروشكو شدد على أن موسكو تتخذ التدابير اللازمة لضمان الأمن والدفاع ضد الناتو مؤكداً أن العقيدة العسكرية الروسية "لا تترك مجالاً لتفسير ما يتعلق باستخدام الأسلحة النووية بشكل مزدوج".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول من لوح بالتهديد النووي في وجه الغرب، حيث أكد أن بلاده ستدافع عن أراضيها بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك الأسلحة النووية، إذا تعرضت للهجوم.