جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 09:41 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
”القومي للإعاقة” يخرج بعدة توصيات من لقاء ”تعزيز وعي الكوادر الطبية لمحافظتي القاهرة والجيزة” إفتتاح معرض بداية لتنمية الأسرة ضمن المبادرة الرئاسية ”بداية”ولمدة 3 أيام فى البحيرة وزيرة البيئة تعقد لقاءًا مع المدير العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية UCLG AFRICA بتشريف رئيس الجمهورية..”القومي للأشخاص ذوي الإعاقة” يشارك في إفتتاح المنتدى الحضري العالمي في نسخته الـ 12 محمد صلاح فى مهمة صعبة مع ليفربول أمام ليفركوزن بـ دوري أبطال أوروبا وزارة الصحة تحذر من ”حقنة البرد”: تركيبة اجتهادية ليس لها أساس علمى وزيرة البيئة تشارك في الحوار رفيع المستوى حول المدن و أزمة تغير المناخ نتائج الانتخابات الأمريكية.. تعادل بين هاريس وترامب فى أصغر قرية أمريكية مفوض الأونروا: إسرائيل تنشر معلومات مضللة للإضرار بسمعة الوكالة القبض على المتهمين بسرقة تحف وكتب من شقة بالعجوزة الاستماع لأقوال المؤرخ ماجد فرج فى بلاغ سرقة تحف وكتب من شقته بالعجوزة غارات لجيش الاحتلال الإسرائيلى على المنطقة الصناعية بمحافظة حمص السورية

اَلمولِدُ اَلنَّبويُّ الشَّرِيفُ .. بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

نَعِيشُ في ذِكْرى وِلادَةِ أَحَبِّ الخَلْقِ إلى اللهِ تَعَالى، نَعِيشُ في ذِكْرَى وِلادَةِ سَيِّدِ الخَلائِقِ العَرَبِ والعَجَمِ، نَعِيشُ في ذِكْرَى وِلادَةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ صَلَواتُ اللهِ .

مَا أُحَيْلاهَا مِنْ ذِكْرَى عَظِيمَةٍ، مَا أَعْظَمَهَا مِنْ مُنَاسَبَةٍ كَرِيمَةٍ عَمَّ بِهَا النُّورُ أَرْجَاءَ المَعْمُورَةِ، مَا أَعْظَمَهَا مِنْ حَدَثٍ حَوَّلَ تَاريخَ الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ مِنْ قَبَائِلَ مُتَنَاحِرَةٍ مُشَتَّتَةٍ يَفْتِكُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ يَتَبَاهُونَ بِالرَّذَائِلِ وَالمُحَرَّمَاتِ حَتَّى صَارَتْ مَهْدَ العِلْمِ والنُّورِ والإيمانِ، وَدَوْلَةَ الأَخْلاقِ وَالعَدْلِ وَالأَمَانِ بِهَدْيِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ .

يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى في القُرءانِ الكَرِيمِ:

﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ﴾.

هَذَا النَّبيُّ العَظِيمُ الذي سَعِدْنَا بِمَوْلِدِهِ وازْدَدْنَا فَرَحًا وَأَمْنًا وَأَمَانًا بِأَنْ كُنَّا في أُمَّتِهِ .

هَذا النَّبيُّ العَظِيمُ طُوبى لِمَنِ التَزَمَ نَهْجَهُ وَسَارَ عَلَى هَدْيِهِ والتَزَمَ أَوَامِرَهُ وانْتَهَى عَمَّا نَهَى عَنْهُ .

هَذَا النَّبيُّ العَظِيمُ الذِي جَعَلَهُ رَبُّهُ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إلى اللهِ بِإِذْنِهِ سِراجًا وَهَّاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا كَانَ أُمِيًّا لا يَقْرَأُ المَكْتُوبَ وَلا يَكْتُبُ شَيْئًا وَمَعْ ذَلِكَ كَانَ ذا فَصَاحَةٍ بَالِغَةٍ وَمَعْ ذَلِكَ كَانَ بِالمُؤمِنينَ رَؤُوفًا رَحِيمًا، كَانَ ذَا نُصْحٍ تَامٍّ وَرَأْفَةٍ وَرَحْمَةٍ، ذَا شَفَقَةٍ وَإِحْسَانٍ يُوَاسِي الفُقَرَاءَ وَيَسْعَى في قَضَاءِ حَاجَةِ الأَرَامِلِ والأيْتَامِ والمَسَاكِينِ وَالضُّعَفَاءِ، كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ تَوَاضُعًا يُحِبُّ المَسَاكينَ وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ فَمَا أَعْظَمَهُ مِنْ نَبيٍ وَمَا أَحْلاها مِنْ صِفَاتٍ عَسَانَا أَنْ نَتَجَمَّلَ بِمِثْلِهَا لِنَكُونَ عَلَى هَدْيِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ رَبُّهُ يَمْتَدِحُهُ :

﴿بِالمُؤمِنينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ﴾.

﴿وابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَةَ﴾.

نَتَوَسَّلُ إلى اللهِ بِصَلاتِنَا، نَتَوَسَّلُ إلى اللهِ بِأَحْبَابِهِ وَأَنْبِيائِهِ، نَتَوَسَّلُ إلى اللهِ بِحَبِيبِهِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ .

وَقَدْ سُئِلَتِ الربيعُ بنتُ مُعَوّذٍ عَنِ النَّبيِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِفَتِهِ فَقَالَتْ :

لَوْ رَأَيْتَهُ لَرَأَيْتَ الشَّمْسَ الطَّالِعَةَ" فَصَلَّى اللهُ عَلَى البَدْرِ المُنِيرِ.

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

مَا رَأَيْتُ شَيئاً أَحْسَنَ مِنَ النَّبيِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي في وَجْهِهِ وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَسْرَع مِنْ مَشْيِهِ مِنْهُ كَأَنَّ الأَرْضَ تُطْوَى لَهُ إنّا لَنَجْهَدُ وَإنَّهُ غَيرُ مُكْتَرِثٍ .

وَأَمَّا زَوْجُهُ عَائِشَةُ أُمُّ المُؤمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَقَدْ قَالَتْ في وَصْفِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا ولا سَخّابًا في الأَسْواقِ ولا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ .

هَذا النَّبيُّ العَظِيمُ الذي بَعَثَهُ رَبُّهُ رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ الخَيرَ لِيَأمُرَهُمْ بِالبِرِّ بَيَّنَ لَهُمْ شَرِيعَةَ الإسْلامِ والإسْلامُ لَيْسَ فِيهِ مَا يُنَفِّرُ وَلَيْسَ بِحاجَةٍ لأنْ نَكْذِبَ لَهُ وَلا عَلَيْهِ .

قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:

مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَينَ أَمْرَيْنِ إلا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إثْمًا فَإنْ كَانَ إثْمًا كانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ، مَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إلا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ تَعَالى .

هَذا هُوَ النَّبيُّ العَظِيمُ فَمَا أُحَيْلاها مِنْ صِفَاتٍ كَريمَةٍ وَمَا أَعْظَمَهَا مِنْ أَخْلاقٍ إِسْلامِيَّةٍ مُحَمَّدِيَّةٍ وَمَا أَحْوَجَنَا للاطِّلاعِ عَلَى شَمَائِلِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنُهَذِّبَ أَنْفُسَنَا وَنُطَهِّرَ جَوارِحَنَا لِنَتَوَاضَعَ فِيمَا بَيْنَنَا وَنَتَطَاوَعَ .

فَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللهِ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اضطَجَعَ عَلَى حَصِيرٍ فَأَثَّرَ الحَصِيرُ بِجِلْدِهِ الشَّرِيفِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ عَنْهُ وَأَقُولُ : بِأَبِي أَنْتَ وأُمّي يا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَبْسُطَ لَكَ شَيئاً يَقِيكَ مِنْهُ تَنَامُ عَلَيْهِ .

فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ :

مَا لي وَلِلدُّنْيَا إنَّمَا أَنَا والدُّنْيَا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا .

هَاكُمْ أَوْصَافَ النَّبيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ، هَاكُمْ أَخْلاقَ النَّبيِ وَشَمَائِلَهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ فَهَلا تَأَثَّرْتُمْ بِسِيرَةِ خَيرِ الأَنَامِ ، هَلا كُنْتُمْ مَعَ الضُّعَفَاءِ والأَرَامِلِ وَالمَسَاكِينِ ، هَلا كُنْتُمْ للأيْتَامِ وَالفُقَرَاءِ وَالمُشَرَّدِينَ هَلا شَهِدْتُمْ جَنَائِزَ الفُقَراءِ قَبْلَ الأَغْنِياءِ والأَثْرِياءِ صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .