جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:42 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”إليزابيث” و ”مهسا”: نموذجان يقتدى بهما في البذل والعطاء

دكتورة منال العيسى
دكتورة منال العيسى

أكد الدكتورة منال العبسي، رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، إن المرأة لعبت دوراً جوهرياً في حياة مجتمعاتها، على اختلاف العصور والأزمان وعلى تنوع البلدان نجد المرأة دائما ما تقدم نماذج صادقة يقتدى بها في البذل والعطاء، من أجل صالح سواء مجتمعها الصغير المتمثل في أسرتها أو مجتمعها الكبير المتمثل في وطنها.

مشيرة إلى أن تقدم المجتمعات تَقاس بقدر ما تحظى به المرأة من تمكين اقتصادي واجتماعي يساهم فى الارتقاء ببلادها، ونموها وتقدمها وازدهارها .

وأضافت " العبسي" أننا تابعنا، اليوم، مشهدين لجنازتين، غاية في العبرة لنموذجي يعبران عن إمرأتين ذاتا تأثير بالغ في مجتمعاتهن، كلا في نطاقها، فالملكة إليزابيث الثانية، قدمت صورة مشرقة لإمرأة عملت حتى آخر رمق لخدمة مملكتها وكانت نموذجا في العطاء والتفاني، فحكمت حكما دستوريا نموذجيا، تمتعت بمهارتها في إدارة الأمور رغم كل التغييرات التي طرأت على بريطانيا خلال فترة ولايتها، والأخرى لفتاة في ريعان شبابها توفيت إثر اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، بحجة إخضاعها لدورة إرشادية وتوجيهية في الأخلاق، فكانت جنازتها شرارة لاندلاع موجة احتجاجات غاضبة ضد التضيقات التعسفية على الحريات في إيران. ‏

وتابعت رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، قائلة: "جنازتان مؤثرتان لإمرأتين كلاهما تتنازعان المشهد الدولي، وتظهران عالمين من التطور الإنساني... الملكة البريطانية إليزابيث الثانية.. والمواطنة الإيرانية الشابة مهسا أميني.. التي قتلت ظلما فقط لأنها أرادت أن تكون حرة"، فالأولى أدت دورها باقتدار تجاه خدمة بلادها، والثانية سعت لإنتزاع حقوقها المشروعة.

وتابعت العبسي، أن ما رأيناه من مشاهد الحزن والألم على وفاتهما يبعث برسائل محبة وصدق أنهم باقون في ذاكرة شعوبهم، وأضافت تمكين المرأة فى كافة مناحي الحياة، هو الطريق الصحيح لبناء المجتمعات وإعداد الأجيال مما يترتب عليه أهمية دورها سياسيا واقتصاديا، فدائما ما تقدم أفضل ما لديها بكل تفاني لخدمة بلادها. وأكدت، رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، أن المرأة دائما ما قادت مجتمعاتها لاسيما وقت الأزمات، فقد حصلت على الكثير من حقوقها في التمكين الاجتماعي ومباشرة الحقوق السياسية، فقد أصبحت المرأة شريك أساسي فى المجتمع بكافة مؤسساته، فضلا عن دورها في المجتمع المدني وإسهاماتها في قيادة مجتمعاتها سواء مجتمعيا أو سياسيا أو اقتصاديا، لافتة إلى أن التاريخ لا ينسى المواقف الخالدة، ولا الأدوار المؤثرة للنماذج الناجحة والفاعلة في التأثير والحراك المجتمعي، وما شهدناه اليوم من تأثير في جموع المشيعين في كلا الجنازتين هو أبلغ دليل على أن الرحيل لا يعني إنتهاء الأثر وإنما ستبقى بصماتهم في صفحات التاريخ شاهدة على دورهم في مجتمعاتهم.