فضيلة الشيخ أحمد على تركى يكتب: وعد نبوي ودعاء عظيم
وعد نبوي ودعاء عظيم لمن قاله وجامع أمرأته ورزقا ولدا أن الشيطان لا يضره
دعاء عظيم يقال عند الجماع لا تهمله .
يسن لمن أراد جماع أهله أن يقول :
بِسْمِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ ، وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا .
لما روى البخاري (٦٣٨٨) ومسلم (١٤٣٤) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ :
لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا .
وفي رواية للبخاري (٣٢٨٣) :
لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ .
وروايات الحديث تدل على أن هذا الذكر يقال عند الجماع ، لا عند مجرد المداعبة .
واختلف في المراد بقوله :
لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا :
فقيل :
المراد أنه يكون من الصالحين الذين لا سلطان للشيطان عليهم .
وقيل :
أي لا يصرعه الشيطان ، أو لا يضله بالكفر ، أو لا يشارك أباه فيه عند جماع أمه .
قال القاضي عياض رحمه الله :
قيل المراد بـأنه لا يضره :
أنه لا يصرعه شيطان .
وقيل :
لا يطعن فيه الشيطان عند ولادته ، بخلاف غيره .
قال : ولم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر والوسوسة والإغواء" انتهى .
نقله النووي في "شرح صحيح مسلم" (١٠/٥) .
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله :
" وقوله عليه السلام : " لم يضره الشيطان " يحتمل أن يؤخذ عاما ، يدخل تحته الضرر الديني ، ويحتمل أن يؤخذ خاصا بالنسبة إلى الضرر البدني ؛ بمعنى أن الشيطان لا يتخبطه ، ولا يداخله بما يضر عقله أو بدنه ، وهذا أقرب ، وإن كان التخصيص على خلاف الأصل ؛ لأنا إذا حملناه على العموم اقتضى ذلك :
أن يكون الولد معصوما عن المعاصي كلها ، وقد لا يتفق ذلك ، أو يعز وجوده ، ولا بد من وقوع ما أخبر عنه ﷺ .
أما إذا حملناه على أمر الضرر في العقل أو البدن :
فلا يمتنع ذلك ، ولا يدل دليل على وجود خلافه .
والله أعلم .
إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" (١/٣٩٨) .
وفي هذا الحديث وعد لمن قال ذلك ورزق ولدا :
أن الشيطان لا يضره ، لكن ليس بالضرورة أن من لم يقل هذا الذكر عند الجماع : فإن الشيطان يضر ولده ولابد ، أو أن الشيطان يكون له نصيب في ذلك الجماع ولا بد ؛ فالحديث لم يقل ذلك ، وإنما فاته الفضل والحفظ الوارد هنا ، فإن كان قد ترك ذلك لعذر ، كأن يكون جاهلا به ، أو ناسيا له عند ذلك ، فهو في محل العفو والمسامحة ، إن شاء الله ، بوعد الله تعالى لأمة النبي ﷺ .
وأخيرا :
هل يشرع للمرأة أن تقول عند الجماع : اللهم جنبنا الشيطان ؟
▪ هذا الدعاء مشروع في حق الرجل إذا أراد أن يأتي أهله ؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق ذكره ، لكن لو دَعتْ به المرأة فلا بأس ؛ لأن الأصل عدم الخصوصية .
وبالله التوفيق .