جريدة الديار
الأحد 1 ديسمبر 2024 06:59 صـ 30 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

فضيلة الشيخ أحمد على تركى يكتب یَرجُونَ تِجَـارَة لَّن تَبُورَ

يقول الله تعالى :

إِنَّ الذِینَ یَتلُونَ كِتابَ ٱللَّهِ وَأَقامُوا۟ ٱلصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَاهُمۡ سِرࣰّا وَعلانِیَةࣰ یَرجُونَ تِجَـارَةࣰ لَّن تَبُورَ لِیُوَفِّیَهُمۡ أُجُورَهُم وَیَزِیدَهُم من فَضلِهِ إِنَّهُ غفُورࣱ شَكورࣱ . [ سورة فاطر ]

وكانَ مُطَرِّف بن عبد الله يقول :

هذهِ آية القُرّاء ، أي التي تُثني عليهم وتقرّر فضلهم وتبشر بعظيم ثوابهم .

و﴿يَتْلُونَ﴾لها معنيان : يَقرَءون ويَتَّبِعونَ ، فهم يقرءون ويُنفذون ويُطبقون ، وهي تلاوة يتبعها عمل .
لذلك جاء بعدها :

وَأقامُوا الصلاةَ وأنفقوا مما رزقناهم ..

يَرجُونَ تِجارَةً :
لا تكسد ولا تخسر

لِيُوَفِّيَهم أُجُورَهُمْ أي: جزاءَ أعمالهِمْ

ويَزِيدَهم مِن فَضلِهِ .

قال ابن عباسٍ: يعطيهم سِوى الثَّوابِ ما لم تَرَ عين ولَم تسمع أُذن .

إنه غفور شّكُور قيل : الشكور هو الذي يَشكُرُ اليسيرَ مِن الطاعة ، ويُثِيب علَيهِا الكثِيرَ مِنَ الثوابِ ، ويُعطِي الجزِيلَ مِن النعمَة ، ويَرضى بِاليسيرِ مِن الشكْرِ .

وفي تأكيد على أرباح التجارة مع القرآن يقول النبي ﷺ :

إِنَّ الْقرآنَ يَلْقَى صاحبهُ يومَ القيامةِ حينَ ينشَقُّ عنهُ قَبرُه كالرجلِ الشاحِبِ فيقولُ لَه : هل تعرِفنِي؟
فيقولُ : ما أَعرِفُكَ .
فيقول لَه : أَنا صاحبُك الْقرْآنُ الَّذِي أَظْمأْتُكَ فِي الْهواجِرِ ( أي الحَرّ ) وَأَسهَرتُ لَيلكَ ، وَإِن كلَّ تاجِرٍ مِن وراءِ تجارَتِهِ ( أي ينتظر الربح ) وَإِنك الْيوم مِن وراءِ كلِّ تجارةٍ يعني ربحك أعظم من ربح كل تجارة .
فَيُعطَى الْمُلْكَ بِيمِينه وَالْخُلْدَ بِشِمالِهِ، وَيُوضَعُ على رأْسِهِ تاجُ الْوقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاه حُلَّتَيْن لَا يُقَوِّمُ لهما أَهلُ الدنيا أي لا يستطيعون تحديد قيمتهما .
فَيقولانِ : بِمَ كُسينَا هذه ؟
فيُقال : بِأَخْذِ وَلدِكما الْقرآنَ .
ثم يُقال لَه: اقْرأْ وَاصعَد فِي دَرَج الْجَنة وَغُرفِهَا فهو في صُعودٍ مَا دامَ يقرَأُ هَذًّا أي بسرعة كَانَ أَو ترْتِيلًا ".

رواه أحمد وابن ماجه وحسنه البوصيري في الزوائد والألباني في الصحيحة.

كالرجل الشاحب : قال السيوطي وغيره : هو المُتغيّر اللون ، وكأن القرآن يجيء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا ، أو للتنبيه له على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بحق القرآن ، كذلك القرآن لأجله يتغير لونه في السعي والشفاعة له يوم القيامة حتى يطمئن على صاحبه وينال الغاية القصوى في الآخرة ."
اللهم اجعلنا من أهل هذه الآية بفضلك وكرمك .

▪️مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف