الشيخ أحمد علي تركي يكتب: حكم صوم شهر الله المحرم كاملا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أفضلُ الصِّيامِ بعدَ شهرِ رمضانَ شهرُ اللَّهِ المحرَّمُ وأفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الفريضةِ صلاةُ اللَّيل .
صحيح النسائي .
????أقوال المذاهب الأربعة في استحباب صيام شهر المحرم كاملاً :
أولاً : مذهب الحنفية :
جاء في عمدة القاري للعيني (84/11) :
ما يدل على استحباب صومه كاملاً ؛ لأنه تعرض للجواب عن نفي عائشة رضي الله عنها صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبان كاملاً .
ثانياً : مذهب المالكية :
جاء في التبصرة 2/815 :
الأشهر المرغب في صيامها ثلاثة :
المحرم ، ورجب ، وشعبان .
وفي شرح مختصر خليل :
يستحب صوم شهر المحرم وهو أول الشهور الحرم .
وفي الدر الثمين للمالكي (ت 1073 :
وأما استحباب صوم المحرم فإنه عنى صوم المحرم كله وهو الظاهر ؛ ففي صحيح مسلم ثم ساق حديث أبي هريرة .
ثالثا : مذهب الشافعية :
جاء في المجموع للنووي6/387 :
قوله صلى الله عليه وسلم :
صم من المحرم واترك إنما أمره بالترك ؛ لأنه كان يشق عليه إكثار الصوم كما ذكره في أول الحديث فأما من لم يشق عليه فصوم جميعها فضيلة . اهـ
وفي روضة الطالبين للنووي 388/2 :
الأشهر للصوم بعد رمضان ، الأشهر الحرم ، ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب.
وأفضلها : المحرم ، ويلي المحرم في الفضيلة ، شعبان .
وفي مغني المحتاج 187/2 :
أفضل الشهور للصوم بعد رمضان الأشهر الحرم وأفضلها المحرم لخبر مسلم .
وفي تحفة المحتاج 461/3 :
بعد أن ساق كلام النووي السابق قال :
ومن ثَمّ قال الجرجاني وغيره :
يندب صوم الأشهر الحرم كلها .
رابعاً : مذهب الحنابلة :
جاء في شرح العمدة لابن تيمية 548/2 تحت الكلام على صيام شهر محرم :
وهذا في أفضل الصيام لمن يصوم شهراً واحداً ، والأول( الظاهر أنه يقصد حديث صيام داود) أفضل الصيام لمن يصوم صوماً دائماً في كل وقت .
جاء في المبدع لابن مفلح3/51 :
*«وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم»
رواه مسلم من حديث أبي هريرة .
وأضافه إلى الله - تعالى - تفخيما وتعظيما كناقة الله ، ولم يكثر - عليه السلام - الصوم فيه إما لعذر أو لم يعلم فضله إلا أخيرا .
والمراد : أفضل شهر تطوع به كاملا بعد رمضان شهر الله المحرم .
ونحوه عن البهوتي في كشاف القناع 388/2 .
والله أعلم