د. ريتا عيسى الأيوب تكتب: لا تَتْرُكْني يا الله…
إِلَيْكَ لَجَأْتُ يا الله… فَامْنَحْني الصَّبْرَ كَيْ أُقاوِم…
أُقاوِمَ… كُلَّ مَنْ أَرادَ لِيَ الشَّرَّ… وَأُجابِهَ كُلَّ ظالِم…
لا تَتْرُكْني… فَأَنا بِحاجَتِكَ…
وَهَلْ يَرُدُّ الأَبُ ابْنَهُ في الشَّدائِد؟
هَلْ يَصُمُّ اللهُ أُذُنَيْهِ… عَنْ اسْتِجارَتِنا بِهِ… لِحِمايَتِنا مِنْ كُلِّ حاقِد؟
أَيْنَ أَنْتَ مِنّي اليَّوْمَ… يا أَيُّها الحاسِد؟
يا مَنْ ضَمَرْتَ لِيَ الشَّرَّ يَوْمًا… ها أَنا قَدْ نَجَوْتُ مِنْهُ… بِدَعَواتي إِلى الله الخالِق…
هَلْ يَحْلو لَكَ… أَنْ تَراني… هَذِهِ الحَياةَ أُصارِع؟
وَهَلْ يَطيبُ لَكَ… أَنْ أَكونَ وَحيدَةً… مِنْ بَعْدِ كُلِّ ما وَهَبْتُكَ إِيّاهُ… يَوْمَ كُنْتَ أَنْتَ في أَوْجِ المَصاعِب؟
إِبْحَثْ عَنْ نَفْسِكَ في حَياتي… فَلَنْ تَجِدْها… وَلا حَتّى في كُلِّ ما هُوَ فائِت…
لِأَنَّني… لَيْسَ مِنْ طَبْعي أَنْ أَحْقِدَ… وَلا حَتّى أَنْ أَسْتَذْكِرَ كُلَّ ما هُوَ جارِح…
كَما أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ سِماتي… أَنْ أُقابِلَ السّوءَ بِالسّوءِ… وَلا أَنْ أُثْقِلَ قَلْبي… بِمَنْ لَمْ يَسْتَحِقّْ سُكْناهُ… فَهَلْ أَنْتَ الآنَ لِشَخْصي فاهِم؟
فَلْتَحْتَضِنَكَ السَّماءُ… مِنَ الآنَ… وَحَتّى أَنْ يَحينَ مَوْعِدُ لِقائِنا القادِم…
هَذا إِنْ شاءَتِ الأَقْدارُ… وَشِئْنا نَحْنُ… أَنْ نَلْتَقِيَ… كَيْ أَبوحَ لَكَ عَنْ ظُلْمِكَ الغاشِم…
أَنْتَ… مِنْ أَضْعَفِ المَخْلوقاتِ… الّتي عَرَفْتُها في حَياتي… وَالّتي تَجْبُنُ أَمامَ المَواقِف…
بَلْ إِنَّكَ مِمَّنْ يُثيرونَ شَفَقَتي… فَهَلْ مِنْ حَكيمٍ… يُواجِهُ الجُبَناءَ… آمِلًا مِنْهُمُ الفَضائِل؟