في الصين العقارات مقابل البطيخ (ما القصة؟)
قررت شركات التطوير العقاري الصينية ، الإقدام على خطوة غير مسبوقة ، وذلك عبر قبول البطيخ والخوخ ومنتجات زراعية أخرى كثمن لبيع المنازل، يأتي ذلك في إطار تجنب ركود السوق.
والجدير بالذكر أن القطاع العقاري، يعد من المحركات الأساسية للاقتصاد الصيني، ويساهم بنحو 30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
إلا أن المطورين العقاريين يواجهون أزمة كبيرة في الوقت الحالي،وذلك مع انكماش القطاع وانخفاض الأسعار، و هذا على إثر الحملة الحكومية على السوق التي استهدفت عمليات المضاربة التي ساهمت في رفع الأسعار بقوة خلال الأعوام الماضية.
والجدير بالذكر أن على مدى العقدين الماضيين، كان الاستثمار في العقارات رهاناً رابحاً، في الصين بسبب الاتجاه الصعودي للأسعار منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ما أجج المضاربة، في هذا السوق الذي وصلت قيمته إلى حوالي 2.5 تريليون دولار.
وقد كانت نقطة التحول في هذا القطاع خلال عام 2016، عندما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن "المنازل تبنى لتسكن، وليست للمضاربة".
وبالتزامن مع ذلك فقد تعرضت كبرى شركات العقارات في الصين خلال الفترة الأخيرة، لأزمات سيولة وتعثرت عند سداد التزاماتها، ما دفعها للبحث عن أي فرصة لزيادة المبيعات، خاصة بعد أن حظرت الحكومة عليها تلقي دفعات من المستهلكين قبل البدء في بناء أي مشروع.
وهو ما دفع أحد المطورين في مدينة نانجينغ الشرقية، بقوله إنه سيقبل شحنات من البطيخ تصل قيمتها إلى 100 ألف يوان كدفعة مقدمة من المزارعين المحليين، بحسب ما ذكرته صحيفة تشاينا نيوز ويكلي" الحكومية، ونقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
فيما ذكرت الصحيفة نفسها، أن مطوراً آخر في بلدة ووشي الصغيرة المجاورة، كان يقبل شحنات الخوخ كدفعة مقدمة لشراء المنازل.
وبذلك فإن السمح بقبول المحاصيل بأسعار متضخمة للمطورين بتقديم خصومات أكبر على المنازل ،مما تسمح به الحكومات المحلية.
ومن جانبها فقد أقدمت شركة بناء المنازل على وسائل التواصل الاجتماعي في أواخر مايو، و "بمناسبة موسم الثوم الجديد، اتخذت الشركة قراراً حاسماً لصالح مزارعي الثوم في محافظة تشي، نحن نساعد المزارعين بود، ونسهل عليهم شراء المنازل"، و أوضحت أنه تم بيع نحو 30 عقاراً منذ إطلاق "حملة الثوم".