الإدارة الأمريكية تتخلى عن آراءها المعادية للمنطقة
هل تذيب قمة جدة الجليد بين بايدن و العرب؟
باتت أصداء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط تظهر من الآن، وقبل أيام من القمة المرتقبة المزمع إقامتها بـ جدة في 16 يوليو المقبل.
وهي القمة التي تستضيفها السعودية بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي و مصر و الأردن و العراق، والرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك في أولى زياراته إلى المنطقة.
وعلى إثر ذلك فإن الدول العربية تسعى للتنسيق من أجل بلورة رؤية عربية مشتركة ، قبل انطلاق القمة المرتقبة مع الرئيس بايدن.
وخصوصاً أن هذه الزيارة تأتي في وقت يمر العالم أجمع بمرحلة حرجة، فآثار الصراعات وتابعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تلقي بظلالها على العالم كاملاً، و بالطبع منطقتنا العربية لها نصيب من ذلك.
بجانب أيضا أن هذا الزيارة تأتي بعد أن كانت الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن، تتبنى آراء معادية بشكل كبير مع المنطقة ، مما عاد بتوتر العلاقات بين الجانبين،إلا أن باتت الحاجة ملحة لدى الجميع من أجل الحوار، وإذابة الجليد من العلاقات بين واشنطن و المنطقة العربية .
ومن المؤكد أن الجانب العربي يريد جني أكبر مكاسب من خلال هذه القمة المرتقبة مع القيادة الأمريكية ، و قد ظهر ذلك بجلاء في الاجتماعات بين الدول العربية خلال الفترة الراهنة، سواء قمة شرم الشيخ التي جمعت بين الرئيس السيسي والعاهل الأردني وملك البحرين، أو جولة ولي العهد السعودي لمصر و الأردن و تركيا.
وهذه الإجتماعات التشاورية و اللقاءات ، تعكس بشكل واضح المساعي العربية الرامية إلى تعزيز التنسيق و الاستعداد لقمة جدة، من خلال إعداد رؤية عربية مشتركة حول القضايا الإقليمية والدولية ،والتي تأتي على رأسها القضية الفلسطينية والأخطار التي تحيط بالمنطقة العربية، ومن المؤكد أيضا آثار الحرب الروسية الأوكرانية.
لذا فإنه من الضروري خلال هذه المرحلة الحرجة أن تتوحد أصوات الدول المشاركة في القمة مع أمريكا ، وراء رؤية عربية مشتركة ، تعود بالنفع على المنطقة العربية بالكامل.
وقد ظهر بوضوح التنسيق العربي المشترك ، خلال القمة الثلاثية التي عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله والعاهل البحريني الملك حمد في مدينة شرم الشيخ.
حيث أكد القادة الثلاث على حرصهم على إدامة التنسيق إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، التي شملت آخر التطورات الإقليمية و العالميه.
وخلال قمة شرم الشيخ ، أعرب القادة الثلاث عن ترحيبهم بقمة جدة المرتقبة في يوليو المقبل ، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وما زاد من التأكيد على المساعي العربية للتنسيق ، هو جولة الأمير محمد بن سلمان ، التي شملت مصر و الأردن و تركيا ، والتي جاءت لمناقشة أوضاع المنطقة.
بجانب التأكيد على الرؤية المشتركة في العديد من القضايا ، سواء القضية الفلسطينية أو الأزمة اليمنية أو أزمة السد الإثيوبي، أو الشأن الليبي و الشأن السوري، بجانب التهديد النووي الإيراني للمنطقة.
ومن المؤكد أيضا أن واشنطن لها أهداف من وراء هذه الزيارة المرتقبة ، وما يعكس ذلك هو التحضير الجاري لهذه القمة على أعلى مستوى وعلى مدى أشهر من قبل مسئولين ودبلوماسيين كبار فى الإدارة الأمريكية .
فلا شك أن الإدارة الأمريكية تريد الحفاظ على المصالح الأمريكية فى المنطقة العربية بل وتدعيمها أيضاً ، بجانب السعي الأمريكي للحفاظ على أمن دولة الإحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى تأكيد واشنطن على قوة ومتانة التحالف مع الخليج.
وذلك بجانب حرص أمريكا على إصلاح توتر العلاقات مع دول المنطقة العربية ، من أجل تقليل خسائرها الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية ،وخصوصاً في الوقت الذي تسعى موسكو على قدماً و ساق لتعزيز وتوطيد علاقاتها مع دول المنطقة العربية.
ولهذا لم تتردد الإدارة الأمريكية ، في الإعلان عن أن الرئيس بايدن ثمن دعوة الملك سلمان لهذه الزيارة الهامة للسعودية، التي عبر الرئيس الأمريكي عن تطلعه إليها.