أين كنا و إلى أين وصلنا ؟
آثار ثورة 30 يونيو على السياسة الخارجية لمصر
تزامناً مع الذكرى التاسعة لثورة الثلاثين من يونيو ، نتذكر بفخر الملحمة التي قام بها الشعب المصري في كل الشوارع والميادين بأرجاء الجمهورية.
فـ الـ 30 من يونيو لعام 2013 تاريخاً مفصلياً فى تاريخ مصر والمنطقة بالكامل ، حيث أن خروج الملايين من الشعب المصري في هذا اليوم، أفشلت مؤامرات و مخططات أعدت بعناية من أجل هدم الدولة المصرية ، ودخول المنطقة في نفق مظلم.
لكن جموع الشعب كان لها رأي آخر، وخرجت في كل مكان لإسقاط نظام الإخوان وهو ما حدث، وقد كانت أحد النقاط المحورية التي ترتب على ثورة الثلاثين من يونيو ، السياسة الخارجية لمصر.
فقبل هذا التاريخ أثناء حكم الجماعة الإرهابية ، شهدت سياسة مصر الخارجية انحدار كبير، فقد كان يتم الترحيب بالاعداء و قطع العلاقات و توترها مع الأشقاء ، بجانب الخنوع التام للإدارة الأمريكية.
فقد ظهر فشل السياسة الخارجية في العديد من المواقف، وقد كان أبرزها فشل سياسة الإخوان الخارجية في ملف السد الإثيوبي ، وقطع العلاقات مع سوريا بل والدعوة العلانية للجهاد في سوريا، وقد كان ذلك من أجل إرضاء التنظيمات الإرهابية و المتطرفة.
وليس هذا فقط بل كان الاستهتار واضحاً في اللقاءات الدولية التي أجريت إبان حكم الجماعة الإرهابية، فلا أحد ينسى أين و كيف استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محمد مرسي أثناء حكمه ، فقد كان ذلك موقف لا يحسد عليه، والقائمة تطول بمواقف من هذا النوع و آخرى مماثلة.
لكن بعد الثورة الشعبية في الثلاثين من يونيو ، عملت القيادة المصرية على العودة إلى سياسة خارجية تتناسب مع حجم مصر ومكانتها على مستوى العالم.
حيث حرصت القيادة المصرية بقيادة الرئيس السيسي منذ توليه الحكم قبل ثمانية سنوات ، على إتباع سياسة خارجية متزنة تحفظ قدر مصر، وتبرزها كشريك يوثق به.
ولعل أبرز مثال على ذلك موقف مصر من الأزمة الروسية الأوكرانية ، فقد حافظت مصر على موقف الحياد من هذه الأزمة ، وبالرغم من ذلك فهي شريك موثوق لدى جميع الأطراف.
فمن جانب مصر تشارك في منتدى سان بطرسبرج الإقتصادي الدولي الذي تستضيفه روسيا، وفي ذلك الوقت أيضا فقد كانت هناك مفاوضات جارية بين مصر و الإتحاد الأوروبي من جانب آخر.
ومنذ إندلاع الأزمة في فبراير الماضي ، ومصر تتواصل مع جميع الأطراف ، والجميع يعتبرها شريكاً موثوق ، فقبل أيام أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، أن مصر ستلعب دور هام لإبقاء العالم على المسار الصحيح.
وليس هذا فقط بل قبل أيام قليلة من انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ، حضر الرئيس السيسي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين ،وعلى هامش ذلك عقد لقاء خاص بين كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج.
وبذلك فإن هذه المواقف و التصريحات و اللقاءات إن دلت على شيء تدل على مكانة مصر على الساحة الدولية ، التي وصلت إليها عقب ثورة الثلاثين من يونيو ، و سياسات القيادة السياسية بقيادة الرئيس السيسي.