عن الوعكة الكروية وعقدة الخواجة!
قدًر الله وما شاء فعل، والحمد لله علي كل حال، صحيح أن كرة القدم مكسب وخسارة، ولكن الوعكة الكروية الأخيرة التي تعرض لها منتخبنا الوطني، تحيلنا من جديد إلي الحديث عن اختيار المدربين، وعن ما يسمي بعقدة الخواجة!
طيب إذا كانت العقدة موجودة، فهل تكمن المشكلة،أو صميم المشكلة في قدرات المدرب وشخصيته، وطني كان أو خواجة، أم في المنظومة الكروية كلها؟ وإذا كانت المشكلة في وجود الخواجة، فهل ستنتهي برحيله، أم أن العيب فينا ونحن من نظلم الخواجة؟ وإذا لم تكن العقدة موجودة أصلاً، فلماذا يُشعرنا البعض بأننا دوماً بحاجة إلي وجود الخواجة؟!حقيقة أنا لا أعرف، لأني وكما قلت من قبل لست من هواة الكرة، أقولها تحدثاً بنعمة الله وله الفضل والمنة! ولكن عدم درايتي باللعبة، لن يمنعني عن إبداء رأيي فيما وصل إليه حال منتخب بلادي صاحب التاريخ العريق، أنا لن أتحدث هنا عن تشكيلة الفريق، أوخطة اللعب، أواختيار المدرب للاعبين قبل وأثناء المباريات، أو تصريحاته وخناقاته بعدها، لن أتحدث أيضاً عن براعة الشناوي أو عدم توفيق صلاح، فجميعها أمور لا أعرفها ولاتخصني، ولن يفيد الحديث فيها وقد خرج منتخبنا وخلاص اللي راح راح!
غيرتي فقط علي اسم المنتخب هي ما دفعتني دفعاً للحديث في شأن أجهله، لقد بات المصريون بالأمس غاضبين، منكدين، متنكدين وزعلانين علي خروج المنتخب، وقصدت أن أصف حال الناس بالزعل، كونها كلمة جامعة لكل معاني الغضب والحنق والسخط والإستياء من عدم وصول منتخبنا، ومن نتائجه الأخيرة و مستوي الأداء، والذي لا يعرفون له سبباً حقيقياً، ظاهراً كان أو مخفياً، نعود إلي السؤال من جديد ونقول .. هل عقدة الخواجة هي من تدفعنا إلي استقدام مدربين أجانب؟! إذا كان الموضوع هو عقدة الخواجة، فقد استعنّا مؤخراً بالخواجة (وما جيبناش خواجة واحد، ده احنا جيبنا إتنين) مدير فني لإتحاد الكرة، ومدير فني للمنتخب، جاءوا ليصلحوا المنظومة، ولكنها لم تنصلح!
وإذا كانت المشكلة في وجود الخواجة، فلم يكن المدرب السابق علي الخواجة خواجة، بل كان مدرباً وطنياً، وأيضاً لم تكن النتائج مرضية، وطالب البعض برحيله ورحل، فلماذا نظلم الخواجة؟! طيب هل كان العيب فينا؟ ربما ... ولكن كيف يكون هذا وقد شجعنا وساندنا وهتفنا وكظمنا غيظنا وصبرنا ودعمنا ودعينا، فلماذا لم نصعد وقد فعلنا كل ما هو بوسعنا أوعلينا، وكيف لا نفوز ولدينا في منتخبنا نخبة منتقاه من أحرف لاعبي أنديتنا المحلية، فضلاً عن المحترفين العالميين؟ علي أية حال، لا فائدة الآن من البكاء علي اللبن المسكوب، أو النظر إلي النصف الفارغ من الكوب، اللي حصل حصل وانتهينا، كل ما نطالب به اليوم هو أن نرأف مستقبلاً بحال الجماهير عند اختيار المدربين، ونترفق بحال المشجعين، وباقي عموم المصريين عند صياغة العقود، ونتأني في مراجعة البنود، فقد سبق وأن أصبنا بالذهول عندما عرفنا قبل فترة قصيرة، قيمة الشرط الجزائي المكتوب في عقد السيد كيروش!
سؤال أخير من فضلكم، أدام الله فضلكم، ولا حرمنا ودكم، هو ليه عندنا إتنين مديرين فنيين، واحد للمنتخب والتاني للإتحاد، وليه الإتنين أجانب؟ ما نجرب نستعين بالمصريين!
حفظ الله بلدنا وأعز قائدنا وأعاننا .