جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 03:48 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

8 سنوات على رحيل المبدع عزازى على عزازى

عزازى على عزازى
عزازى على عزازى

تحل اليوم ذكرى رحيل الصحفي والمبدع والسياسي المخضرم عزازي علي عزازي محافظ الشرقية الأسبق الذي وافته المنية في الرابع من مارس عام 2014 ، بعد معاناة مع المرض.

هو صاحب مسيرة وطنية ومهنية حافلة بالإبداع والنضال والنجاحات المتلاحقة، رمز نبيل للمناضل السياسي الرافض للمهادنة والخنوع، شأنه شأن الأبطال العظام.

تشكل وعيه وسط أغانى الثورة والاشتراكية والصمود بمواجهة الكيان الصهيوني لعمال قريته الوطنية "أكياد" بمحافظة الشرقية.

"الديار" حرصت على الاحتفاء به وإلقاء الضوء على مسيرته الوطنية والمهنية التي حفلت بصفحات من الإبداع والنضال والنجاحات الكبيرة.

وُلد عزازي في 25 أكتوبر 1957 بمحافظة الشرقية، تخرج في كلية الآداب جامعة الزقازيق، وحصل على الماجستير والدكتوراه في النقد الشعري والروائي، عمل ككاتب صحفي في العديد من الصحف المصرية والعربية وأيضا مستشارا لها بجانب عمله بالجامعة.

أرسل الطفل عزازى مع تلامذة كثيرين من مختلف أنحاء مصر خطاباً للرئيس الراحل جمال عبد الناصر يهنئه بالعيد 11 لثورة يوليو (1963)، وكان سعيدا حين أتاه الرد يومها بـ«صورة عبد الناصر وتوقيعه».

دارت الأيّام، ليجد نفسه مشاركاً في ثورة شعبية أخرى هي «25 يناير».

تأثر وعي الصبي القروي بدايةً، بمشاهد العمال والحرفيين الذين كانوا يرنمون في قريته الفقيرة أغنيات الثورة والاشتراكية، وفلسطين، والصمود في مواجهة الكيان الصهيوني:

يقول: "كنت أسمعهم وأنا ذاهب لشراء طعام الإفطار لأسرتي، كنت أردّد وراءهم، وأجلس معهم، فأتأخر عن البيت، دوماً"

بعد سنوات، انضم الشاب (1977) إلى التيار الناصري في جامعة «الزقازيق»، ليشارك بعدها في انتفاضة 18 و19 يناير، وفي التظاهرات الشعبية المعارضة لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.

بعد سنوات (1995)، تعرض عزازي علي عزازي للاعتقال ثم التعذيب في سجن «مزرعة طرة» على أيدي قوات الأمن المصرية، لأنه قاد تظاهرة كبيرة اقتحمت جناح إسرائيل التي استضافها نظام مبارك فيما عرف وقتها بـ«المعرض الصناعي الزراعي» الذي أقيم في أرض المعارض في القاهرة.

ورغم إلقاء القبض عليه وعلى رفاق آخرين، نجحوا في إفشال المعرض وطرد إسرائيل، كان دائما يقول: "صراعنا مع الصهاينة صراع وجود، حياة أو موت. نعم للمقاومة العربية، والثورات الشعبية. ليس هناك شيء اسمه السلام مع قتلة الأجنة".

عزازي وجه مألوف في كل المبادرات والنشاطات المناهضة للتطبيع. أسس، مع آخرين اللجنة المصرية لمناهضة الصهيونية، زار غزة مع وفد من البرلمانيين والصحافيين المصريين ضمن حملة لفك الحصار عن القطاع.

فى عام 2005 حمل مانشيت أول عدد من جريدة «الكرامة» وهو : «نقسم بالله العظيم، لن يرثنا جمال مبارك». لذلك، لم يكن غريباً على رئيس التحرير عزازي علي عزازي أن يطير من الفرح بعدما تحققت هذه النبوءة، تنحّى الرئيس المخلوع مبارك عن السلطة نهائياً، وسقط مشروع التوريث.

لم ينس يوما لحظة إعلان التنحّي حيث قال: «كنت أجلس القرفصاء في مقر الكرامة، متابعاً التلفزيون مع زملائي بقلق بالغ، فعلاً، تعبنا لم يذهب هباءً».

كان الدكتور "عزازي علي عزازي" رمزًا نبيلًا للمناضل السياسي الذي دائمًا ما كان يرفض المهادنة أو الخنوع مثل كل الأبطال العظام.

كان للراحل بجانب حياته العملية والمهنية كصحفي صاحب مدرسة جمعت بين الاحترام والاحتراف نشاط سياسي بارز، حيث كان عضوا مؤسسا في النادي السياسي بجامعة الزقازيق وعضو أمانة عامة وذلك في العام 1967 وكذلك عضو مؤسس في الحزب الإشتراكي العربي وعضو اللجنة العامة وامين الحزب في الشرقية عام 1987.

كما كان الراحل عضوا في اللجنة القومية للدفاع عن سليمان خاطر و لجنة الدفاع عن ثورة مصر 1987 -1997 وكذلك عضو مؤسس في المجلس القومى للثقافه العربية بالرباط، عضو لجنه الدفاع عن الثقافة الوطنية.

وتولى الدكتور عزازي علي عزازي العديد من المواقع المهنية في بلاطة صاحبة الجلالة من بينها رئيس تحرير صحيفة الكرامة الصادرة عن حزب الكرامة، ورئيس قسم الديسك المركزي بصحيفة الأسبوع.

كما تولى إدارة العديد من مكاتب الصحف والمجلات العربية بالقاهرة كمدير مكتب مجلة الوحدة بالقاهرة ومدير مكتب صحيفة المجد الأردنية.

كما تولى عضو أمانة مؤتمر أدباء مصر ومستشار للنشر بهيئتى الكتاب وقصور الثقافة وعضو الأمانة العامة بالحزب الديمقراطى العربي الناصرى 1992، مؤسس في الحركة المصرية من اجل التغيير وعضو لجنه تنسيق ( كفاية ) من (2005/2010)، وعضو ائتلاف المصريين من أجل التغيير وعضو مؤسس في حزب الكرامة وأمين الاعلام حتى 2009 وعضو مجلس أمناء التيار الشعبي المصري 2012، وعُين محافظا للشرقية في أغسطس 2011 في حكومة الدكتور عصام شرف، وتم إطلاق اسمه على مدرسة في قرية أكياد بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية تكريما له ولدوره في خدمة اهالي الشرقية.

له العديد من المؤلفات في مجال النقد و الدراسات النقدية: المتمرد و الصعلوك، قراءة في أشعار عنترة بن شداد وعروة بن الوردة
محبه النص.. دراسات نقدية، سيمولوجيا الرواية المصرية،الارض هامش كونى (دراسة علمية)، تعريب التاريخ العربي، الناصرية تجاوزتنا أم تجاوزناها.

عانى عزازي من مرض الكبد وفي مارس 2014 سافر إلى الصين بصحبة ابنته وشقيقه لزراعة كبد، لكنه توفى أثناء إجراء العملية تاركا خلفه سيرة عطرة ومسيرة حافلة من النضال والعمل السياسي والأكاديمي، وشهد له الجميع بالإخلاص والتفاني في حب الوطن وخدمته.

جنازة عزازى على عزازى بمسقط رأسه