فى ذكرى رحيله.. معلومات عن البطريرك 116 حبيب المصريين
تحل اليوم 9 مارس الذكرى الـ 51 لرحيل حبيب كل المصريين البابا كيرلس السادس البطريرك 116، والذي كان اسمه قبل الرهبنة عازر يوسف عطا.
ولد عازر في 2 أغسطس ١٩٠٢ ميلادية الموافق 2 مسري 1618 للشهداء بمدينة دمنهور من والدين محبين للكنيسة والمبادئ المسيحية.
كان عازر يحلو له أن يختلي في غرفتة الخاصة وينكب على دراسة الكتاب المقدس مواظبًا على الاستزادة من علوم الكنيسة وطقوسها وألحانها وتسبيحها، كما كان كأحد السواح وكان معروف أنه رجل صلاة.
ظل البابا كيرلس يمارس الحياة الرهبانية قبل الالتحاق بالدير أكثر من خمس سنوات، وفي يوليو لعام ١٩٢٧ قرر الانخراط في سلك الرهبنة، فاستقال من عملة وتوجه إلي دير البراموس في حبرية البابا كيرلس الخامس البابا الـ 112، وظل تحت الاختيار عدة شهور، ثم زكاه الرهبان ليكون راهباً معهم.
سمي في ٢٤ فبراير ١٩٢٨ باسم الراهب مينا البراموسي، وفي ١٨ يوليو ١٩٣١ رسم قسا باسم القس مينا البراموسي.
درس البابا كيرلس بعض الوقت في كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان، وفي أوائل عام ١٩٣٦، عاش في طاحونة مهجورة في صحراء مصر القديمة، وكان يقيم فيها القداسات اليومية.
وفي عام ١٩٤١ أسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل المعترف (القلموني) في جبل القلمون بمغاغة، فعمّره وجدد كنيسته وشيد قلالي الرهبان، وتتلمذ على يديه نخبة من الرهبان الأفاضل.
وفي عام 1947 انتقل إلى مصر القديمة، حيث بنى كنيسة القديس مارمينا بالنذور القليلة التي كانت تصله، وكان يقوم بالبناء بنفسه مع العمال، وقد تتلمذ على يديه نخبة من الرهبان الأتقياء، كما ألحق للكنيسة منزلاً لإيواء الطلبة المغتربين عام ١٩٤٩.
اشتهر البابا كيرلس بالصلاة الدائمة والإيمان القوي فكان يأتي إليه المرضى من جميع أنحاء البلاد، فكان يصلي لهم وكانوا جميعًا يشفون من أمراضهم.
في ١٠ مايو عام ١٩٥٩ تم اختيار البابا مينا المتوحد بالقرعة الهيكلية ليصير بابا الإسكندرية، وفي ٢٨ يونيو ١٩٥٩ قام برسامة بطريرك جاثليق لإثيوبيا وعقدت اتفاقية بين كنسيتي مصر وإثيوبيا لتأكيد أواصر المحبة بينهما، وفي نوفمبر عام ١٩٥٩ أرسى حجر الأساس لدير الشيهد مارمينا العجايبي بصحراء مريوط.
وفي يناير ١٩٦٥ رأس مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، ويعتبر أول مجمع مسكوني للكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية في العصور الحديثة.
قام البابا كيرلس السادس بترميم الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية بالقاهرة والتي كان قد مر على بنائها ١٠٠ عام وزينت بالرسومات الجميلة.
وفي عام ١٩٦٧ عمل الميرون المقدس وكان حدثا تاريخيا هاما إذ هي المرة السادسة والعشرون في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
استقبل البابا كيرلس السادس في ٢٥ يونيو ١٩٦٨ جسد مارمرقس من غيبته عن أرض مصر زهاء إحدى عشر قرناً وتم إيداعه في مزار بني خصيصاً تحت مذابح القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية والتي أنشأها وافتتحها في إحتفال عظيم حضره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهيلاسلاسي الاول إمبراطور إثيوبيا ووفود من كنائس العالم كله وجموع كثيرة من الشعب.
استقبل البابا كيرلس السادس عدداً من أبنائه يوم وفاته وعند خروج آخر واحد وكان كاهناً رفع الصليب وقال الرب يدبر أموركم ودخل قلايته واستودع روحه بيد الله الذي خدمه في ٩ مارس ١٩٧١ ودفن تحت مذابح الكاتدرائية التي أنشأها في ٢٥ نوفمبر ١٩٧٢، ثم نقل جسده في احتفال مهيب إلى دير الشهيد مارمينا بمريوط حسب وصيته ليكون بجوار مارمينا.
وفي عام ٢٠١٣ وبعد مرور٤٣ على وفاته اجتمع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتم الاعتراف بقدسية البابا كيرلس السادس وبناء على هذا القرار يمكن بناء الكنائس على اسمه، بالإضافة إلى إمكانية ذكره في مجمع القديسين الموجود في كلا من الخولاجي المقدس كتاب صلوات القداس الإلهي و الأبصلمودية المقدسة كتاب التسبحة.