سيد الضبع يكتب:عزازي علي عزازي الفارس المنسي
عزازي علي عزازي الفارس النبيل، الذي تمكن من تأسيس مدرسة صحفية جمعت بين الإحترام والاحتراف، تبنى من خلالها العديد من أبناء صاحبة الجلالة.
حرص على غرس منظومة من القيم في نفوس جميع تلاميذه ومريديه، فهو لم يكن صحفياً تقليدياً بل كان قبلة لكل من راوده حلم العمل بمهنة البحث عن المتاعب.
تتلمذ على يديه العديد من أبناء المهنة وقياداتها بمختلف المؤسسات الصحفية والإعلامية، لذلك تجد له في كل مكان أنصار ومهاجرين و أتباع ومريدين، بعدما تمكن من عزو القلوب والعقول بكاريزما شخصيته العفوية، ومواقفه الصلبة وكرمه الحاتمي، من خلال إتباعه فلسفة الحب والإدارة بالود.
نجح في الجمع بين العمل الصحفي و الأكاديمي بعد حصوله على درجتي الماجستير والدكتورة وتدريسه في العديد من الجامعات المصرية، فضلاً عن كونه كاتباً وناقداً واديباً وسياسياً محنكاً، آمن بالقومية العربية ولم يحد عنها كما فعل الكثير من المتلونين.
اعتنق الفكر الناصري، وصار من آباء الأدب الجديد، والصحافة الحدثية، تمكن من الغوص في أعماق الثقافتين العربية والغربية، وانتقى منهما ما يؤسس به مدرسته الصحفية والفكرية التي انعكست مبادئها على جميع مريديه، حتى صاروا يتخذونها مرجعاً لهم في العديد من المواقف والأزمات حتى بعد وفاته.
أثرى الحقل الثقافي بالعديد من المؤلفات التي نهل منها الكثير من الباحثين، كالمُتنمِّر والصعلوك، قراءة في أشعار عنترة العبسي وعروة بن الورد، ومحبة النص، دراسات ونقد، وسميولوجيا الرواية المصرية، والأرض هامش كوني دراسة علمية، وتعريب التاريخ العربي، والناصرية تجاوزتنا أم تجاوزناها؟، وغيرها من المؤلفات التي لازالت شاهدة على عبقريته الابداعية.
تولى الدكتور عزازي على عزازي منصب محافظ الشرقية في اغسطس من العام 2011 إزاء حكم المجلس العسكري، ولكونه من الد أعداء الفكر الإخواني تقدم باستقالته من منصبه فور تولي الجماعة حكم البلاد، لإيمانه بعقم فكرهم، ومحاولة منه للوقوف في وجه أخونة الدولة، إلا أنهم رفضوا الاستقالة من باب بيدي لا بيد عمرو.
تعرض لمحنة المرض في أخريات حياته، ليرحل في شموخ الفرسان بعد ثورة 30 يونيو التي فرح بنجاحها وحرص على مساندتها إيماناً منه بأنها طوق النجاة من الرجعية الفكرية لنظام الإخوان، فضلاً عن كونها القوى الوحيدة التي تصدت لتنفيذ المخطط الأمريكي "الشرق الأوسط الكبير" الذي استهدف تقسيم دول المنطقة لعدة دويلات بما فيهم مصر، بهدف القضاء على أي لحمة عربية من أي نوع، ومن ثم الاستحواز على مقدراتها دون عناء.
وعلى الرغم من الدور السياسي والتنويري للكاتب الصحفي الكبير والناقد المبدع عزازي على عزازي إلا أنه لم ينل التكريم اللائق به حتى الآن من مختلف مؤسسات الدولة وتحديداً وزارة الثقافة التي لازالت بصماته شاهد عيان على جدرانها وكافة أروقتها، وحتى نقابة الصحفيين التي ناضل طيلة حياته بجانب رفقاء الدرب من أجل رفعتها لم تألو جهداً في تكريمه بما يستحق، فهل سيحظى من أكرم أجيال، بالتكريم الذي يليق به ونحن على اعتاب ذكرى وفاته التي ستحل علينا في مارس المقبل.