شريف الشوباشي: ارتداء الحجاب متعلق بهزيمتنا في 67
قال الكاتب والمفكر شريف الشوباشي، إننا بحاجة إلى تفسير حديث وعصري للقرآن الكريم، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طلب تجديد الخطاب الديني أكثر من مرة، وهذا دليل على أن المجتمع فعلا بحاجة إلى التجديد في الخطاب.
وأضاف، خلال لقائه ببرنامج "آخر النهار" مع الدكتور محمد الباز، المُذاع على قناة "النهار": "لو كان الخطاب الديني كويس ومفيش فيه شكلة مكنش الرئيس طلب، وهذا يؤكد أننا في أزمة شديدة، لأن للأسف الأزهر في اتجاه محافظ منغلق قوي جدا جدا".
وتابع: "لما هدى شعراوي خلعت النقاب بتاعها في 1923 ومن بعدها نساء مصر خلعن الحجاب لم نر الأزهر وقتها يعترض على هذا السلوك، ولم يخرج العلماء ليكفروا النساء وقتها".
وأردف: "أرى أن خلع الحجاب هو ابن ثورة 1919، وارتداء الحجاب هو ابن هزيمة 1967، لأن وقتها الإخوان وغيرهم قالوا إننا هزمنا لأننا تخلينا عن الدين، وللأسف الآن أرى أن المؤسسة الدينية هي سبب من أسباب أننا لا نخطو خطوات متقدمة في تجديد الخطاب الديني".
وقال الكاتب والمفكر شريف الشوباشي، إن مشكلة المجتمعات الشرقية والإسلامية، أنها لم تقم بعملية غربلة لتاريخها، مؤكدًا أن المجتمعات الأوربية لو تمسكت بتاريخها لتجمدت.
وأضاف الشوباشي: "عندما نتحدث عن أي حدث تاريخ تندلع معركة، لأننا لم نصفي التاريخ، التاريخ مازال موضعًا للجدل، في حين أن الغرب يتوقعون المستقبل، إحنا مش عارفين نتوقع الماضي".
وأوضح أن المبدأ الرئيسي للتعامل مع التاريخ، هو وضع الأحداث التاريخية في سياقها، مردفًا: "لو وضعنا عبدالناصر والسادات ومبارك، كل واحد في سياقه، هنصفي التاريخ، عبدالناصر جاء بعد احتلال، فكان هاجسه السيادة، لأنه جاء بعد دولة منقوصة السيادة، يحكمها الاحتلال، فعادى الغرب، وأعلى النعرة الوطنية".
وأردف: "السادات جاء بعد 3 حروب قاسية، فكان هاجسه السلام، قال عايز أعمل سلام، فهم الناس السلام يساوي الرخاء، بذل كل شيء وضحى بكل شيء من أجل السلام، أما مبارك جاء بعد ثورة جياع فكان هاجسه الاستقرار، جمد كل شيء".
ولفت إلى أن أحد الوزراء المهمين في عهد مبارك قال: "مبارك بيحب تعرض عليه 3 حلول، فكنت أروح له بـ3 حلول أحدهم الانتظار، فكان دائمًا يوافق على الانتظار".
يذكر أن شريف الشوباشي كاتب وصحفي وإعلامي مصري وُلد بالقاهرة في 10 يناير عام 1946، وأنهى دراسته الثانوية بإحدى المدارس الفرنسية عام 1963، ثم التحق بكلية الآداب في جامعة القاهرة حيث درس بقسم اللغة الفرنسية وتخرج منها عام 1967.
والده هو المحامي والكاتب والشاعر محمد مفيد الشوباشي، وأرملة شقيقه هي الصحفية المصرية فريدة الشوباشي وعمل شريف الشوباشي عقب تخرجه من الجامعة بإذاعة الشرق الأوسط، ثم إذاعة القاهرة عام 1968، قبل أن يتجه إلى العمل بمجال الصحافة حيث عمل صحفيًا ومحررا دبلوماسيا في مجلة المصور عام 1969، ثم شغل منصب مدير مكتب جريدة الأهرام بباريس لمدة 16 عاما في الفترة ما بين عامي 1985، و2002، ثم شغل منصب مسؤول العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة المصرية بدءا من عام 2002.