أستاذ أدب عربي يكشف أهم كتاب في حياة طه حسين
قال الدكتور محمد بدوى، أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الأداب، إن كتاب «مستقبل الثقافة في مصر» أحد أهم الكتب التي قام بتأليفها عميد الأدب العربي طه حسين في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث إن كلمة «مستقبل» لم توضع عنوانا لكتاب قبل ذلك، وكان دائما ما يكون هناك نزوع إلى الماضي وانشداد إليه.
وأضاف «بدوى»، خلال استضافته ببرنامج «في المساء مع قصواء»، والذي تقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، والمذاع على فضائية «CBC»، أن مفهوم الثقافة التي أرادها الكاتب الكبير في أن تصل لجمهوره هو كيف ستكون إنسانا في سياق وبلد ما وفي لحظة تاريخية، «هذه الملاحظات الأولى على الكتاب، وحينما أصدر الكتاب في الثلاثينيات كان أستاذا».
وفند: «عندما صار وزيرا للمعارف بدأ في تنفيذ ما استطاع تنفيذه من أفكار راودته في الكتاب، وبمقدمتها السعي إلى نشر المدارس بصورة تلائم العصر الحديث في كل القطر المصري، وأن تكون الدراسة مجانية».
وأوضح أن الكاتب الكبير طه حسين وبحكم تكوينه وخبراته فقد مثلها في الكتاب بشكل ضمن، بعدما بدأ بمقدمه بسيطة تحدث فيها حول «الناس حينما يحيون في عصر ينبغي أن ينظروا إلى أعلى نقطة في تقدم هذا العصر ويسيروا خلفها محاولين اللحاق والمنافسة على المراكز الأولى فيها».
نظرية طه حسين لم تفهم جيدا من بعض التيارات الفكرية المحافظة
وقال الدكتور محمد بدوى، أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، إن كتاب «مستقبل الثقافة في مصر» أحد أهم الكتب التي قام بتأليفها عميد الأدب العربي طه حسين، وبحكم تكوينه وخبراته فقد مثلها في الكتاب بشكل ضمني، بعدما بدأ بمقدمه بسيطة تحدث فيها حول «الناس حينما يحيون في عصر ينبغي أن ينظروا إلى أعلى نقطة في تقدم هذا العصر ويسيروا خلفها محاولين اللحاق والمنافسة على المراكز الأولي فيها».
وأضاف «بدوى»، أن نظرية طه حسين لم تفهم جيدا وخاصة من بعض التيارات الفكرية المحافظة، وبعض قوى الإسلام السياسي في مراحل بعينها، وذلك لأن عميد الأدب العربي لم يكن يقول إنه علينا بأن نهجر التراث، ولكنه بدأ حياته برسالته العلمية في باريس للدكتوراه عن ابن خلدون، وهي إشارة لهويته بصفته مصريا وعربيا وإسلاميا.
وفند: «طه حسين كان عنده تصور خطي للتاريخ، حيث إن العمران والاجتماع البشري بدأ في مصر الفرعونية القديمة التي نعرفها، ثم انتقلت تلك الحضارة والإنسانية إلى اليونان وبلغ ذروته مع الفلسفة اليونانية ثم الرومان الذين كانوا جزءً أساسيا من تلك المنطقة، ثم حضاره الإنسان ثم العصر الحديث».
وأوضح أن ثنائية العصر الحديث والقديم أو أن نكون جزءً من العالم من عدمه هو أمر يعود إلى الأفكار البشرية التي كانت في لحظة ما محاولة لإيجاد حلولا لمشكلات مختلفة عن ما يواجه الناس في العصر الحديث، «طه حسين كان عنده إجابة حاسمه وواضحة وهي العلم والتفكير العقلاني النقدي، وهذا الأمر أصبح بديهيا وعاديا».