«سيدة الموت».. أشهر قناصة سوفيتية في الحرب العالمية الثانية
انضمت إلى صفوف الجيش الأحمر وهي في العشرينات من عمرها تاركة خلفها دراستها وحياتها وعائلتها لتدافع عن مدينتها، وتقاوم جيش الرايخ الثالث، فأصبحت بذلك أشهر قناصة سوفيتية في الحرب العالمية الثانية وأشهر قناصة عرفها التاريخ.
إنها القناصة، المؤرخة والعسكرية لودميلا بافيلتشينكو المولودة عام 1916م في بيلا تسيركفا بأوكرانيا، والتي عندما نمى إلى أسماعها مثلها مثل بقية الشعب غزو الجيش الألماني لمدن الاتحاد السوفيتي قررت لودميلا بأن تترك دراستها للالتحاق بصفوف الجيش الأحمر (جيش الاتحاد السوفيتي).
معركة أوديسا بشرق أوكرانيا
فدخلت لودميلا بافيلتشينكو الخدمة بالفرقة 25 مشاة، لتصبح ضمن مجموعة يقدر عددها بـ 2000 قناص من النساء، تلك المجموعة التي لم يتبق منها بعد الحرب سوى 500 قناص كانت لودميلا من بينهم.
قنصت لودميلا أولى فرائسها بالقرب من مدينة بيليايفيكا، وكانت تدون أسماء وعدد فرائسها في دفترها الخاص، بدأ ظهور لودميلا في معركة أوديسا بشرق أوكرانيا على الرغم من خسارتها المعركة؛ إذ قاتلت ضد الألمان.
وسجلت إصابات مؤكدة خلال فترة شهر ونصف ما يقرب من 187 إصابة، وزادت شهرة لودميلا بعد أن قام الجيش الأحمر الجنوبي بتكريمها عام 1942م، إذ قامت بقنص 267 جنديا ألمانيا، بالإضافة إلى 36 قناص ألماني، وهذا ما جعل قادة الرايخ الثالث يفقدون صوابهم فقرروا قتلها!
سيدة الموت
وقام جيش الرايخ الثالث بقصف موقعها بقذائف الهاون بعدما حددوا موقع اختبائها، فجرحت بشدة، وتم سحبها من المعركة للتعافي من جرحها.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين قامت لودميلا بزيارة دعائية إلى الولايات المتحدة لتصبح بذلك أولى المواطنين السوفييت الذين يستقبلهم الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بالبيت الأبيض.
كما قامت إلينور روزفلت سيدة أمريكا الأولى في ذلك الوقت بدعوتها للتجول في أمريكا، فحضرت لودميلا الكثير من المؤتمرات والندوات بالإضافة إلى إلقاء عدة خطابات لها، وعند سماع الشعب الأمريكي عنها قاموا بإطلاق عليها لقب "سيدة الموت".
تكريم لودميلا
كما قامت بزيارة كندا مع زميلها في الحرب القناص "فلاديمير بيلنتسيف" واسُتقبلوا استقبال الأبطال في العاصمة الكندية تورنتو، وحصلت على هدية هناك وكانت عبارة عن بندقية وينشستر.
تم تكريم لودميلا بكافة الأشكال؛ حيث في عام 1943م تم منحها وسام النجم الذهبي لبطل الاتحاد السوفييتي وتم وضع صورتها على إحدى طوابع البريد، وفي عام 1976م صدر طابع بريد آخر لها، وأطلق اسمها على سفينة شحن أوكرانية.
وافتها المنية 10 أكتوبر 1974 ودفنت في مقبرة نوفوديفتشي في العاصمة الروسية موسكو.