رأفت عبد العظيم يكتب لـ ”عماد حمدي”
أنا من محبى الفنان الكبير الراحل عماد حمدي وأعتبره من أعظم الممثلين على مستوى العالم من وجهة نظرى؛ لأنه يمتلك مجموعة من الأدوار الخالدة ومنها على سبيل المثال دوره فى فيلم " خان الخليلى " حيث يجسد شخصية أحمد عاكف الموظف المنسي فى وزارة الأشغال الذي لم يستكمل تعليمه لإحالة والده للتقاعد وأصبح العائل الوحيد لأسرته لذا يرى نفسه ضحية الظروف والمجتمع الذى لم يجد منه أى تقدير لنبوغه الأدبي، ثم الطامة الكبرى عندما خدعته فتاة ولعبت بمشاعره ليكتشف بعدها إرتباطها بأخيه الأصغر.
وكذلك دوره فى فيلم " ميرامار " حيث يجسد دور عامر وجدي الصحفي الذي وصل لعمر الثمانين ويعيش على ذكرياته السياسية وثورة ١٩١٩ ويرى بعين المؤرخ مايحدث فى البنسيون .. بنسيون ميرامار .. من صراع يعبر عن طوائف الشعب المصرى وهو هادئ ورزين وكأنه شاهد على العصر .
أما دوره الخالد الذى وصل فيه لقمة العالمية فهو تجسيده شخصية أنيس زكى فى فيلم "ثرثرة فوق النيل " فهو الحشاش الغائب دائماً عن الوعى ويكلم نفسه بإستمرار ويطرح الأسئلة المجنونة ومنها : الحشيش ممنوع والخمرة مش ممنوعة طيب ليه ؟ .. ده بيسطل ودى بتلطش المخ !!!! ده حرام ودى حرام !!!! ده يضر الصحة ودى تضر الصحة !!! الحشيش غالى والخمرة أغلى منه !!! اشمعنى القانون متحيز للخمرة ؟؟؟؟.
وهل ننسى دوره الرائع فى فيلم " أم العروسة " وتجسيده شخصية حسين الموظف محدود الدخل الذى يعول سبعة أبناء ولا يستطيع تدبير تكاليف زواج إبنته فيختلس من عهدته المالية.
كما أن عماد حمدى هو صاحب أشهر نداء وصل للجماهير حين جسد دور أحمد إبراهيم فى فيلم " حياة أو موت " : من حكمدار العاصمة إلى أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس لا تشرب الدواء الذى أرسلت إبنتك فى طلبه الدواء فيه سم قاتل ... لدرجة أن البعض يرى المواطن أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس هو مواطن محظوظ أهتمت الحكومة به " واتقلبت الدنيا " من أجله.
وهل ننسى جملته المشهورة فى فيلم " وداعاً يا غرامى" : زمنا غير زمانكم يانينة.
هذا بخلاف أفلام رائعة أخرى هي قمة النضج الفنى له ومنها : الرباط المقدس .. المذنبون .. سونيا والمجنون .. لن أبكى أبداً .. الخطايا .. عبيد المال .. النصف الآخر .. وإسلاماه .. الخرساء .. ست البيت .. سواق الأتوبيس ..
وقد ساعده على قوة وعظمة الأداء ان له صوت مميز ومعبر .. رحم الله الفنان المبدع القدير عماد حمدي.