يوسف جبرائيل شاهين...الإسكندرية
ولد يوسف شاهين في ينايرعام 1926 مسيحي كاثوليكي ولد لأسرة من الطبقة المتوسطة لأب لبناني وأم من أصول يونانية هاجرت أسرتها إلى مصر في القرن التاسع عشر وكمعظم الأسر عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة
درس بمدارس خاصة منها فيكتوريا والتي حصل منها على الشهادة الثانويةو بعد إتمام دراسته في جامعة الإسكندرية
انتقل إلى( الولايات المتحدة) وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي (پاسادينا پلاي هاوس - Pasadena Play House) يدرس فنون المسرح.
بعد رجوع شاهين إلى مصر، ساعده المصور السينمائي ألڤيزي أورفانيللي (Alvise Orfanelli) بالدخول في العمل بصناعة الأفلام كان أول فيلم له هو بابا أمين (1950) وبعد عام واحد شارك فيلمه ابن النيل (1951) في (مهرجان أفلام كان)
في 1970 حصل على الجائزة الذهبية من (مهرجان قرطاچ)
. حصل على (جائزة الدب الفضي) في برلين عن فيلمه إسكندرية ليه؟ (1978)، وهو الفيلم الأول من أربعة تروي عن حياته الشخصية، الأفلام الثلاثة الأخرى هي حدوتة مصرية (1982) إسكندرية كمان وكمان (1990) وإسكندرية - نيويورك(2004). في 1992 عرض عليه چاك لاسال (Jacques Lassalle) أن يعرض مسرحية من اختياره- كوميدي فرانسيز (Comédie Française). اختار شاهين أن يعرض مسرحية كاليجولا لألبير كامو والتي نجحت نجاحًا ساحقـًا. في العام نفسه بدأ بكتابة المهاجر (1994)، قصة مستوحاه من شخصية النبي يوسف ابن يعقوب تمنى شاهين دائمًا صنع هذا العمل وقد تحققت أمنيته في 1994. ظهر شاهين كممثل في عدد من الأفلام التي أخرجها مثل باب الحديد وإسكندرية كمان وكمان غيرها
في 1997 وبعد 46 عامًا و5 دعوات سابقة حصل على جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان في عيده ال-50 عن مجموع أفلامه (1997)
وبمناسبة الاحتفال بمئوية السينما المصرية شكل مركز الفنون التابع لمكتبة الإسكندرية عام 2006 لجنة فنية مؤلفة من النقاد أحمد الحضري كمال رمزي وسمير فريد لاختيار أهم 100 فيلم مصري روائي طويل ممن تركوا بصمة واضحة خلال هذه المسيرة الطويلة واختير عدد سبعة من أفلامه ضمن هذه القائمة وهي: صراع في الوادي، باب الحديد، الناصر صلاح الدين، الأرض، العصفور، عودة الابن الضال وإسكندرية ليه.
هناك ما يقارب من 37 فيلم طويل وخمسة أفلام قصيره حصيلة حياته المهنية نال عدة أفلام منها جوائز وترشيحات لمختلف الجوائز
ظهر في العديد من أفلامه وله مبرره في الظهور في مشاهد أفلامه لأنه يؤمن بضرورة التعبير عن رأيه
ويعرف عن شاهين معارضته للرقابة والتطرف وكذلك للحكومة المصرية وللإسلاميين فيقول شاهين الذي يعتبر نفسه جزءاً من جيل الليبراليين المصريين أنه ما زال يكافح ضد الرقابة المحافظة سواءً من جانب الدولة أو المجتمع
كان ليوسف شاهين آراء سياسية واجتماعية واضحة، ففي الفترة بين 1964 و 1968 عمل يوسف شاهين خارج مصر بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري، وقد عاد إلى مصر بوساطة من (عبد الرحمن الشرقاوي) كما كان شاهين معارضا للرئيس حسني مبارك، وكذلك لجماعات ما يسمى (الإسلام السياسي) .. كما تتضح آراؤه في عدد كبير من أفلامه كفيلم "باب الحديد" الذي صدم الجماهير بتقديمه صورة محببة للمراة العاهرة، وفيلم "العصفور" سنة 1973 الذي كان يشير إلى أن سبب الهزيمة في حرب 1967 يكمن في الفساد في البلد. كما أثار فيلم المهاجر عام 1994 غضب الأصوليين لأنه تناول قصة يوسف ابن يعقوب عليهما السلام. كما تنوعت أفلام شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي - الأرض - عودة الابن الضال - إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل - جميلة - وداعاً بونابرت - إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل - باب الحديد - الاختيار - فجر يوم جديد.
في مساء يوم 15 يونيو 2008، أُصيب يوسف شاهين بنزيف متكرر بالمخ وفي 16 يونيو 2008 دخل يوسف شاهين في غيبوبة وأدخل إلى مستشفى الشروق بالقاهرة.
طالب( خالد يوسف) باستئجار طائرة خاصة لنقل شاهين إلى فرنسا لتلقي العلاج ولاحقا في ذلك اليوم نقل شاهين على متن طائرة إسعافات ألمانية خاصة إلى باريس حيث تم إدخاله إلى المستشفى الأمريكي بالعاصمة الفرنسية ولكن صعوبة وضعه حتمت عليه الرجوع إلى مصر.
توفي يوسف شاهين عن 82 عاما في الساعة الثالثة فجر يوم الأحد 27 يوليو 2008 بمستشفى المعادي للقوات المسلحة بالقاهرة، بعد دخوله في حالة غيبوبة لأكثر من ستة أسابيع
وقد نعاه قصرا الرئاسة في مصر وفرنسا حيث وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالمدافع عن الحريات.