اجتماع النقاد حول رواية «نجع بريطانيا العظمى» لحسام العادلي
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقُد مساء أمس الثلاثاء بمنتدى المستقبل للفكر والإبداع، داخل حزب التجمع لمناقشة رواية "نجع بريطانيا العظمى"، الصادرة حديثاً للكاتب حسام العادلى، عن الدار المصرية اللبنانية، في لقاء أداره الصحفي محمد لطفي، وشارك خلاله بالقراءة النقدية كل من الشاعر شعبان يوسف والناقد الدكتور يسرى عبد الله وتخلله بعض المداخلات النقدية.
ورأى يوسف بأن الكاتب تحدث عن فترة جوهرية في تاريخ مصر ولكنه لم يثقل النص بأحداث سياسية بل قدم قراءة سيسيولوجية، كما أستطاع أن يصنع من كل شخصيات العمل أبطال.
وشبه شعبان يوسف بطلي الرواية "حسانين وولده" بفتوات نجيب محفوظ ولكن على طريقة حسام العادلى، بحد وصفه. ولفت إلى براعته في استحضار المنحنى الواقعي بالرواية وتقديم شخصيات ممتعة، كما قال أنه كقارئ لديه فكرة سماعية عن الواقع الذي تناوله الكاتب ولكنه يرى أن الكاتب أفرط في استخدام العنف داخل الرواية وهو ما أرجعه ربما إلى انتماءه لصعيد مصر.
وفى قراءة نقدية للدكتور يسرى عبد الله قال: "عبر عنوان مراوغ يصدر حسام العادلي روايته الجديدة ( نجع بريطانيا العظمى)، حيث علاقات المال والسلاح، الفوضى والنظام، العشق والنساء، الحب والكراهية، الحياة والموت، القسوة والرهافة، السادة والعبيد.
وأضاف: ثمة مكان مركزي ينطلق منه الحكي يمثل مركزًا للسرد، هو نجع السعداوية في صعيد مصر، حيث الأسرة المركزية في الرواية التي تتفرع عنها الحكايات وتنطلق منها لتمثل جدارية عن الحياة المصرية في القرى في فترة الاحتلال الإنجليزي، وصولا إلى ثورة يوليو ٥٢ وتأميم القناة ٥٦ حيث كل شيء على المحك، الكرامة المهدرة خلف ثنائية السادة والخدم.
ويستكمل: تطرح الرواية آلية استخدام القوة في الصعود الاجتماعي في تلك الآونة، وتبدو مفردة القوة هنا متجهة صوب قوة البطش والسلاح والولاء للحكومة والانجليز، فعلها "السيد" حين قبض على "رزق" شيخ المنسر متعمدًا إذلاله من جهة ومحتفظًا بالنصر له ولعائلته ليصبح القرار المنتظر تنصيب ابيه محمود عمدة للنجع.
ويواصل يسرى قراءته النقدية ويقول: وإمعانا في انسحاب علاقات السلطة والمداهنة على كل شيء يتسمى النحع باسم السعداوية، الذي سأل الخديوي عباس حلمي الثاني عن الرجلين الذين قبضا على رزق شيخ المنسر، واستباقًا من الحكمدار لأي شيء يدفع بتسمية النحع باسم السعداوية ويجعل الأب محمود العمدة والابن السيد شيخا للغفر.
ورأى يسرى بأن رواية "نجع بريطانيا العظمى" تحفل بقيمة البطل والبطل الضد، حيث نجد السيد نقيضه على الجانب الآخر هو العمدة حسانين، كما تنهض الرواية على ما يسمى بجدل الحكاية الأم.