اغتيال النقراشي باشا رئيس وزراء مصر
إذا كان ممدوح سالم هو أول وآخر ضابط شرطة يتولي منصب رئيس الوزراء في مصر، فإن محمود فهمي النقراشي هو اول واخر مدرس تولي ايضا منصب رئاسة الوزراء.
والنقراشي باشا من قرية نقراش قرب الاسكندرية تربي في مدرسة الوفد السياسية علنا وانضم سرا الي اليد السوداء التي كانت تقاوم قوات الاحتلال الانجليزي. وقبض عليه اكثر من مرة لكن لم يصدر ضده حكم جنائي مثل زميله ابراهيم عبد الهادي في الجهاد العلني والسري.
عندما قتل احمد ماهر باشا رئيس الوزراء عرضت رئاسة الوزراء علي الدكتور محمد حسين هيكل باشا رئيس حزب الاحرار الدستوريين الا انه نصح الملك فاروق بأن يتولاها بدلا منه النقراشي باشا الذي أصبح رئيسا للحزب السعدي.
وكان للنقراشي باشا رأي في الاخوان المسلمون ولم يكن مطمئنا لعديد من تصرفاتهم الامر الذي حدا به بعد ان عرض عليه عبد الرحمن عمار مدير الامن العام مذكرة بحلهم بعد سرد عشرات الحوادث من القتل الي الضرب الي وضع القنابل أصدر قرار بحل الجماعة ومصادرة اموالها وإحتلال مقرها حتي المبني الرئيسي بميدان الحلمية أتخذه نقطة للبوليس للدرب الاحمر.
لم يمض علي قرار الحل سوي اقل من شهر حتي دخل الي مبني وزارة الداخلية ضابط شرطة برتبة ملازم وانتظرعلي الباب الرئيسي الداخلي واذ قدم رئيس الوزراء تقدم منه محييا التحية العسكرية ورفع النقراشي باشا يده رادا التحية وفاجاه ضابط الشرطة باطلاق النار عليه.
تبين بعد وقت قصير ان ضابط الشرطة الجاني طالب بكلية الطب البيطري واتخذ من هذا الزي المزيف وسيلة سهلة لدخول مبني وزارة الداخلية دون ان يلتفت اليه احد وبتفتيشه تبين انه لايحمل اية ارواق تنبئ عن شخصيته وقرر ان اسمه عبد المجيد حسن ووالده موظف كتابي في وزارة الداخلية.
بالتحقيق اعترف انه عضو في الجهاز السري لجماعة الاخوان المسلمين وانه كلف من القيادات بهذا العمل وانه كان يري انه في صالح الجماعة، جماعة الاخوان وكان ردا علي حلها.
حكي المتهم تفصيلا كيف انضم الي الجهاز السري وكان يراسه عبد الرحمن السندي وهواعترف بانه كعضو في الجهاز السري للاخوان بل من الافضل مهاجمتهم حتي يبعد اي شبهة نحوه يمكن ان تلحقه.
خبر الاغتيال في الصحف
واذا تصادف ان تقابل مع عضو سابق من الجماعة فعليه ان يقرر انه استقال من الجماعة وان يندد بهم هجوما عليهم، وانهم جماعة متقاعسون ولا يجاهدون ويكتفون بالخطب والكلام دون اي عمل ايجابي.
قاتل النقراشي باشا لحظة القبض عليه
وكان العضو المرشح للجهاز السري يخضع لطقوس معينة في غرفة مظلمة الا من اضاءة خافتة لا تبين من محدثه يقسم يمين الولاء والطاعة علي مصخف ومسدس.ولم يكن الاعترافات التفصيلية للمتهم بسبب ضغط المحققين عليه فقط وانما كان للبيان الذي نشر في الصحف علي لسان الشيخ حسن البنا مرشد الجماعة والذي هاجم مرتكبي ااغتيال النقراشي باشا وقرر انهم ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين.
وعلي صعيد أخر وبسبب بيان المرشد حدثت محاولة لنسف مكتب النائب العام بمحطة باب الخلق وجري الناس حول الجاني وكان أحد أعضاء التنظيم السري ويدعي شفيق أنس إلا انه قرر ان له شبيها بالضبط ويخلط الناس بينهما وهو طالب الحقوق ايامها عطية الابراشي وارشد عن مسكنه.
للمصادفات الغريبة كان الإبراشي وهو من العزيزية شرقية وهي غير عائلة الابراشي باشا وهي من سندوب دقهلية عضوًا في الحزب الوطني القديم ولديه كتب كثيرة ومنشورات متعددة اعطت القلم السياسي وقتها فرصة سانحة للقبض عليه ولم يفرج عنه إلا بعد اربعة اشهر بعد ان أصبحت الحقيقة ثابتة وهي أنه لا دخل له في الموضوع وان الجاني الحقيقي هو شفيق انس.
هذا التنظيم السري بعد قيام ثورة يوليو وبعد ان انضم عدد منهمالي عبد الناصر فصل السندي وتولاه يوسف طلعت.ومما ينسب للجهاز انه قام بنسف احد اعضائه وهو السيد فايز عبد المطلب وكان احد المتهمين الرئيسيين في قضية السيارة الجيبايام النظام الملكي وكانت طريقة التخلص منه هي اهداءه تورتة في كرتونة بها قنبلة زمنية بعد ان تسلمها انفجرت في منزله وتوفي علي اثرها.
جنازة النقراشي باشا
بعد مقتل النقراشي وتولي ابراهيم عبد الهادي رئاسة الوزراء وكان قبلها رئيسا للديوان الملكي حدثت محاولة للاعتداء علي حياته كما حدثت محاولة اخري للاعتداء علي رئيس مجلس النواب حامد جودة، وابراهيم عبد الهادي من الزرقا دقهلية، اما حامد جودة فكان من قرية درنكة في اقاصي الصعيد وجلب عددا من رداله لحمايته الشخصية بجانب حماية الحكومة اما ابراهيم عبد الهادي فقد كان كل من كامل الدماطي وفتحي عمر وعدد من شباب الحزب يتنابون حراسته الخاصة.