«زي اليوم ده» بداية الثورة العسكرية بقيادة اتاتورك ..تدشين الجمهورية وتغير الهوية
ولد مصطفي رضا على عام 1881 في مدينة سالونيك اليونانية التابعة للدولة العثمانية في ذلك الوقت ،وكان والده موظف بسيط في الجمارك وتاجر للأخشاب، وضابطا برتبة ملازم في إحدى الميليشيات المحلية ، وتوفي وابنه مصطفي لايزال في السابعه من عمره،لتتولى تربيته امه التى تحاول أن تلحقه بالمدارس الدينية الا أنه يصر على تكمله تعليمه بالمدارس العلمانية.
وخلال دراسته الثانوية، التحق بإحدى المدارس العسكرية واظهر نبوغه وتفوقه، لذا أطلق عليه مدرس الرياضيات لقب بـ«كمال»،فأصبح يعرف باسم مصطفي كمال.
وفي عام 1897 بدأت حرب بين الدولة العثمانية واليونان فأراد مصطفي كمال التطوع فيها لكنه لم يستطع لكونه طالبًا في المرحلة الثانوية وسنه لم يتخط السادسة عشر عامًا.
ليلتحق بعدها بالمدرسة الحربية في اسطنبول عام 1899،ويتخرج منها عام 1905 برتبة رئيس أركان حرب،و قد شارك مصطفي كمال في عدة معارك مع الجيش العثمانى أبرزها في ألبانيا وطرابلس.
وخلال الحرب العالمية الأولى برز اسمه كقائد عسكري بارع بعد ما حققته قواته في فلسطين وحلب وإنطاكيا خلال الحرب،كما وصل لرتبة جينرال وكانلا يزال في 35من عمره.
وبعد هزيمة الدولة العثمانية واحتلال دول الحلفاء اجزاء منها ،ظهر مصطفي كمال في دور المنقذ ،حيث تزعم حرب الاستقلال في الأناضول ورفض الامتثال لأوامر السلطان العثماني بالعودة إلى استنابول.
وقدم استقالته من الجيش وأسس تنظيم عرف بقوات التحرير، وطارد قوات الخلفاءفي تركيا ونجح في هزيمتهم و طردهم خارج البلاد،مما زاد من شعبيته بين الأتراك.
وفى عام ١٩٢٠ أسس مصطفى كمال المجلس الوطنى العظيم، الذي كان بمثابة حكومة موازية لسلطة السلطان عبد الحميد الثانى ،وقدنجح هذا المجلس في إصدار «القانون الأساسى» الذي تزامن صدوره مع إعلان النصر وتحرير الأراضى التركية.
ليعلن مصطفي كمال قيام الجمهورية عام 1923 ، ويصبح اول رئيس في تركيا، وتستمر رئاسته لمدة 15عاما ، ويتم اختيار على مدينة «أنقرة» لتكون عاصمة البلاد.
وقد حصل مصطفي كمال على لقب« اتاتورك» ومعناها ابو الاتراك نظرا لدوره خلال الحرب العالمية الأولى.
وبعد توليه السلطة قام اتاتورك بطرد السلطان عبدالحميد الثانى وأسرته من البلاد بعد أن ألغى الخلافة،وأسس حزب الشعب الجمهوري، الذي سيطر على المشهد السياسي في البلاد حتى عام 1945.
وقد أظهر اتاتورك سياسة عدائية نحو الحكم بأسس دينية وتحت مظلة الشريعة الإسلامية،حيث أصدر عدة قرارات لعلمنة الدولة منها أغلاق المدارس الإسلامية وتحولها إلى مدارس علمانية، والغاء المحاكم الشرعية،وقف العمل بالشريعة الإسلامية في القانون عام 1926، ليحل بدلا منها مجموعة من القوانين الأوروبية، مثل القانون المدني السويسري، وقانون العقوبات الإيطالي، وقانون التجارة الألماني.
لم يقتصر الأمر على ذلك بل و تم منع تعدد الزوجات، كما استبدل الزواج الشرعي بالزواج المدني.
واستكملا لحركة التغريب في الدولة اعتبر أتاتورك الحجاب تخلف،فتم حظر لبس الحجاب بالمؤسسات الحكومية،كما قرر تحويل اكبر مسجدين في اسطنبول فأصبح ايا صوفيا متحف، ومسجد الفاتح بات مستودع .
أما في الحياة الاجتماعية فحرص على التقلد بالغرب فمنع ارتداء الطربوش والجلباب،وحرص على الترويج للقبعات الأوربية،وأبطل كتابة اللغة التركية بالحروف العربية،كما غيرت الحكومة الاجازة الرسمية في البلاد من الجمعة إلى الأحد.
لم يتقبل الاكراد محاولات اتاتورك لتغير هويتهم الإسلامية، ليتنفضوا في فبراير عام 1925 معبرين عن استيائهم اتجاه سياسته الا انه أعدم قائد الثورة وبحمدك نيرانها في خلال شهرين.
وفي أواخر أيامه عاني أتاتورك من تليّف في الكبد، ولم يتمّ تشخيص مرضه حتى تُوفِّي في 10نوفمبر عام 1938م