محلل سياسى : التعاون الأقتصادى بين مصر وجنوب السودان تعد شراكة متزايدة وتطور للعلاقات فى مختلف المجالات
تمثل العلاقات بين مصر وجنوب السودان أهميةً استثنائية بالنسبة لمصر لما يمثله من عمق أمنى واستراتيجى ولعلاقاتنا التاريخية معه باعتباره أرض التلاقى والتواصل العربى الأفريقى، وكذلك بما يملكه من فرص وإمكانات واعدة تبذل مصر مساعى كبيرة لتوطيد علاقاتها مع الجنوب السوداني فى إطار استراتيجية شاملة لتطويرها ، من أجل دعم التنمية وتحقيق السلام والاستقرار بين دولتى السودان.
سارعت مصر إلى إعلان دعمها لدولة جنوب السودان والاعتراف بها دولة مستقلة، وإقامة علاقات دبلوماسية معها، وذلك فى إطار حرص مصر على رغبة أبناء الجنوب فى أن تكون لهم دولة مستقلة خاصة بهم ومنفصلة عن الشمال، وهناك تنسيقٌ بين مصر وجنوب السودان فيما يتعلق بحوض نهر النيل، وفى التوصل إلى حلول للصراعات بالطرق السلمية لتحقيق الاستقرار في جنوب السودان والقرن الأفريقي والقارة الإفريقية.
وفى إطار دعم مصر لدولة جنوب السودان، أرسلت مصر أكبر قوة لقوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان، حرصا على دعم استقرار الدولة، وتسعى مصر إلى زيادة دعمها لدولة جنوب السودان فى مجالات التعليم والصحة والمشروعات الخدمية والبنية التحتية، والتعاون المشترك فى كافة المجالات
قال الدكتور طارق فهمى المحلل السياسى وأستاذ العلاقات الدولية أن زيادة التعاون بين مصر وجنوب السودان في تنمية الثروة الحيوانية والذي جاء في لقاء وزير الزراعة المصري السيد القصير مع أونيوتى أديجو وزير الثروة الحيوانية والسمكية بجنوب السودان، موضحا أن هذا التعاون سيسفر عن زيادة صادرات مصر من الدواجن وزيادة الاستثمارات المصرية الحيوانية بجنوب السودان، والتعاون في البحث العلمي ونقل الخبرات المصرية، ما يعود بالنفع على الدخل القومي ويزيد الاحتياطي النقدي الأجنبي .
أوضح فهمى أن جنوب السودان تمتاز بالمساحات الشاسعة من الأراضي الخصبة التي يمكن استغلالها كمراعي طبيعية لتنمية الثروة الحيوانية، إضافة إلى أن ذلك يسمح للمستثمرين المصريين بالاستثمار في مجال الثروة الحيوانية والسمكية في جنوب السودان لتوفير احتياجات السكان بها ثم تصدير الفائض إلى مصر، مشيدا بعرض مصر بتوفير اللقاحات والأمصال والخبراء للسفر لجنوب السودان لتقديم الدعم العلمي لنقل الخبرات لتنمية الثروة الحيوانية بها، وذلك في إطار سعي وتوجيهات القيادة السياسية بتوطيد العلاقات مع الأشقاء الأفارقة لزيادة التعاون الاقتصادي والسياسي .
تابع فهمى، أن التعاون مع جنوب السودان يزيد صادرات مصر من الدواجن إليها، بعد وصول مصر للاكتفاء الذاتي من الدواجن ووجود فائض للتصدير، خاصة بعد اعتماد منظمة صحة الحيوان العالمية العام الماضي مصر من الدول التي تعتمد المنشآت الداجنة المعزولة وخلو 30 منشأة مصرية من انفلونزا الطيور، وذلك بعد توقف دام 14 عاما فقد واصلت تصدير الدواجن حيث بلغ حجم صادرات مصر من الدواجن منذ يونيو 2020 حتى يناير الماضي 909 طن دواجن ومشتقاتها، 32 ألف كتكوت، 3.6 مليون بيضة مائدة، 119 ألف بيضة تفريخ .
وأشار فهمى ، إلى أن مصر أولى في تصدير الدواجن لجنوب السودان بدلا من استيرادها من دول أخرى حيث تتمتع الدواجن المصرية بالجودة العالية عن غيرها، إضافة إلى قرب المسافة لجوبا، مضيفا أن مصر كانت تصدر دواجن قبل عام 2006 بحوالى 6.8 مليون دولار وفق تقديرات رسمية، وقد بلغ حجم إنتاج مصر 4 ملايين دجاجة يوميا بمتوسط إنتاج سنوى 1.4 مليار دجاجة، بالإضافة إلى 13 مليار بيضة، وتستوعب أكثر من 2.5 مليون عامل. وأن زيادة صادرات الدواجن يفتح المجال أمام المستثمرين لفتح مشاريع جديدة في صناعة الدواجن، والتوسع في المشروعات القائمة، كما يفتح المجال أمام الشباب بالتوسع في إنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة للانتاج الداجني، ما يعود بالنفع على توفير عشرات الآلاف من فرص العمل وزيادة الإنتاج المحلي