«زي اليوم ده» تأميم قناة السويس ونهاية الاحتلال الاقتصادى
تحتفل مصر في 26 يوليو، من كل عام بالذكرى الـ 65 لتأميم قناة السويس ،تلك القناة المصرية الواقعة على أرض مصرية وحفرها المصريين بدمائهم وعرقهم ، واستغلها الأجانب منذ عام (1869حتى 1956) ،مستفدين من أرباحها ومتحكمين فيها ، حتى ثارت مصر وضباطها الأحرار على الفساد وأطاحت بالنظام الملكى وأجبرت بريطانيا على الجلاء من مصر ،لتعيد بناء نفسها وتأمم ممتلكاتها وتبني مستقبلها المشرق.
ميلاد الفكرة على دماء المصريين
ترجع فكرة إنشاء القناة إلى عام 1798 مع مجيء الحملة الفرنسية على مصر، حيث فكر نابليون في حفر القناة تصل البحر المتوسط بالاحمر الا أن هذا الفكرة لم يكتب لها النجاح ،لاعتقاد الفرنسيين أن منسوب المياه في البحر الأحمر أعلى من البحر المتوسط مما يعنى استحالة حفر قناة وهو ما ثبت خطأه فيما بعد.
ديلسبس وإنشاء القناة
وفي عام 1854 استطاع المهندس الفرنسي ديلسبس إقناع محمد سعيد باشا بالمشروع وحصل على موافقة السلطان العثمانى، بموجب عقدين امتياز تم منح الشركة الفرنسية حق حفر القناة و استغلالها لمدة 99 عام بداية من تاريخ الافتتاح، وقد استغرق بناء القناة 10 سنوات (1859 - 1869)،
وبدأت أعمال حفر قناة السويس في عام 1856 بإشراف فرنسي، مع الاستعانة بعمال مصريين، بلغ عددهم أكثر من مليون عامل حفروا بلا مقابل بطريقة السخرة، ما أدى لوفاة أكثر من 100 ألف منهم.
و انتهت أعمال القناة في عام 1869، وتم الاتفاق على منح الامتياز لـمدة ٩٩عام للشركات الفرنسية.
بيع الأسهم والأرباح
وقد اضطرت مصر لبيع حصتها في القناة إلى بريطانيا نتيجة مرور البلاد بأزمة مالية طاحنة في عهد الخديو إسماعيل بمبلغ 100 مليون فرنك ،ليتبعها بيع حصتنا من الأرباح في عهد الخديو توفيق بمبلغ 22مليون فرنك ، لتصبح القناة مملوكة بالكامل لبريطانيا وفرنسا، لتحاول بعدها الدول المالكة للقناة مد الامتياز 40 عامًا إضافية، وهو ما رفضته المعارضة المصرية ووافقت عليه الحكومة.
أهمية القناة عالميا
و تعتبر قناة السويس من أحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث تربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، وتشكل الطريق البحري الأقصر بين المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي مع أوروبا ما يجعلها توفر الكثير من الوقت للسفن الناقلة لشحنات النفط والبضائع، كما تقدم خدمات الصيانة وبناء السفن ومياه الشرب والإنقاذ،و يبلغ طول القناة 193 كم، وعرضها 205 مترًا، وعمقها 24 مترًا.
التأميم واسترجاع الحق
في يوليو عام 1956 قام الرئيس عبد الناصر بإعلان تأميم قناة السويس شركة مساهمة مصرية وذلك من خلال خطابه الذى ألقاه بميدان المنشية فى محافظة الإسكندرية.
وجاء القرار بناء على سحب الولايات المتحدة الأمريكية لعرض تمويل مشروع السد العالي
ففي أواخر عام 1955 وأوائل عام 1956 كانت هناك مباحثات ما بين مصر والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، للحصول علي قرض بمبلغ 200 مليون دولار تسحب منه عند الحاجة لإنشاء السد العالي، وأبدت حكومتا الولايات المتحدة وبريطانيا استعدادهما لتقديم عون مقداره 70 مليون دولار للمساهمة في تنفيذ المرحلة الأولى للمشروع ، ولكن حدث أن أعلنت حكومة الولايات المتحدة في 19 يوليو عام 1956 سحب عرضها السابق في تمويل السد العالي لإصرار مصر على مساعدة ثورة الجزائر ، وموقعها المناهض لسياسات الإسرائيلية تجاه فلسطين ودعمها للقضية الفلسطينية ،وقيام مصر بشراء صفقة الأسلحة الشرقية من الاتحاد السوفيتي.
كما ادعت الولايات المتحدة الأمريكية تأثير السد العالي على الحقوق المائية لدول الأفريقية مثل السودان وأثيوبيا وأوغندا بما يعد تشكيكًا في النوايا المصرية وإفسادًا للعلاقات بين دول حوض النيل.
ديليسبس مفتاح التأميم
ووقع اختيار الرئيس جمال عبد الناصر على المهندس محمود يونس، رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول ليكون هو المسئول الأول عن عملية تأميم القناة ،وكانت كلمة السر للتحرك هى "ديليسبس".
حيث قُسم فريق التأميم إلى ثلاث مجموعات تنفيذية، تتولى المجموعة الأولى السيطرة على الإدارة الرئيسية للقناة بالإسماعيلية ، والمجموعة الثانية إدارة فرع بورسعيد ، والمجموعة الثالثة إدارة فرع السويس،ونفذت كل مجموعة ما طلب منها،لتعود القناة لأحضان مصر من جديد.
جريدة الأخبار تنشر قرار التأميم
قرار التأميم على صفحات جريدة الأهرام
عبد الناصر وبناء السد العالي