«زي اليوم ده» مقتل آخر خلفاء بني أمية الملقب بالحمار
وُلد مروان بن محمد سنة 70 هجريا ونشأ فارسًا بطلاً شجاعًا شديد العزم والصبر في القتال، مداومًا على الغزو والحروب. وحارب البيزنطيين وانتصر عليهم عدة مرات.
وفي كتاب دم الخلفاء للكاتب وليد فكري يشير إلى " إن مروان بن محمد بن الحكم آخر خلفاء بني أمية بالمشرق كان عارفا بالسيف أكثر مما كان خبيرا بالسياسة، واشتهر بالشجاعة والثبات الشديد في ميادين القتال، حتى عرف بـ"مروان الحمار" ولم تكن تلك سبة ولكن كناية عن عناده الشهير في مواطن البأس،فكانت مواهبه تؤهله لمصير مختلف لو كان جلس على كرسي الخلافة في زمن آخر".
ويضيف فكرى في كتابه" كان مروان يحكم أقاليم الجزيرة الفراتية (شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق وشمال الرافدين دجلة والفرات) وأرمينيا وأذربيجان من قبل السلطان في دمشق، وعندما بلغته الثورة على الوليد بن يزيد أعلن رفضه خلعه وانحاز لجانبه إلا أن الوليد قتل مما أدى لتمزق البيت الأموي.
ووصل يزيد بن الوليد على العرش مما أغضب من يرونه أقل من هذا شأنا فانتفض إليه ابن عمه سليمان وصار يسبه ويتهمه بالكفر وثارت فلسطين تنادى بيعة يزيد بن سليمان بينما خرج أهل الأردن يهتفون باسم محمد بن عبد الملك
وانضم مروان للرافضين وعرض يزيد مبدأ التفاوض إلا أن الموت داهمه هكذا تمزق البيت الأموي،يسارع إبراهيم بن الوليد للوصول للحكم ويخرج مروان ضده وانتصر عليه وبويع بالخلافة سنة 745ميلاديا".
ويضيف فكرى "انطلق مروان إلى حران جنوب تركيا واتخذها عاصمة مما تسبب في إشعال غضب أهل الشام عليه فضلا عن أن حران كانت مركز القيسية مما جعل اليمنية تشعر أن في تلك الخطوة إقصاء كاملا لها عن دوائر الحكم ووقع الصدام بين القبائل العربية.
وانشق اليمنية عن مروان ودعموا الدعوة العباسية التي يقودها أبو مسلم الخراساني في فارس وخراسان.
وتبع ذلك للتمرد تمرد للمدن مثل حمص والغوطة في سوريا وإقليم فلسطين فسارع للخليفة بقمع تلك للتمردات بقسوة ولكنها انتهت مؤقتا،كما استغل الخوارج تمزق الأمويين واستعادوا نشاطهم في الشام والعراق".
وفي ذلك الوقت جهر العباسيون بدعوتهم وحاربوا الأمويين في كل درب،كانت معركة الزاب هي النهاية الدامية لبني أمية.
وقد وقعت تلك المعركة عند نهر الزاب وهو أحد روافد نهر دجلة، ويقع في شمال العراق.
حيث زَحف الخليفة الأموي مروان بن محمد بجيشه حتى وصل إلى الموصل، ونزل دجلة، وسار إليه جيش العباسيين، وعسكر على الزاب بقيادة عبد الله بن علي فكان النهر بينهما.
قطع العباسيون الجسر فغرق من جيش مروان أكثر ممن قُتل.
وفر مروان بن محمد، آخر خلفاء الدولة الأموية إلى مصر، وأرسل العباسيون خلفه صالح بن علي، أحد أمهرة القادة، فسار خلفه، وكلما لقي جيش لمروان هزمه، حتى دلهم عليه أحد الأسرى، فوجوده مختبئًا في كنيسة فأخذوه وقتلوه في مدينة أبى صير جنوب الجيزة
لم ينج أحد من الأمويين في تلك المعركة سوى عبد الرحمن بن معاوية، الذي لقب بعبد الرحمن الداخل، وهو من أسس الدولة الأموية الثانية بالأندلس.
ويشير بعض المؤرخين إلى قتل مروان فقطع رأسه ووجه به إلى عبد الله بن علي الملقب بالسفاح فنظر إليه وغفل، فجاءت هرة، فاقتلعت لسانه وجعلت تمضغه، فقال بن علي: لو لم يرنا الدهر من عجائبه إلا لسان مروان في هرة لكفانا ذلك.