«زي اليوم ده»تولية أحمد نجيب الهلالي آخر وزراء العهد الملكي بمصر
ولد أحمد نجيب الهلالي، في أكتوبر 1891 في أسيوط، وحصل على البكالوريا من المدرسة التوفيقية ولتعلقه الشديد بالشعر والأدب غير وجهته من مدرسة الطب ليلتحق بمدرسة الحقوق الخديوية وتخرج منها عام 1912.
وسافر الهلالي ليكمل دراسته في الخارج ويعود ليعمل في المحاماة. ثم من المحاماة الي النيابة وترقي في مناصب القضاء وعمل استاذا بكلية الحقوق وله عدة مؤلفات منها كتاب شرح القانون المدني في العقود.
وتقلد الهلالى العديد من المناصب فعين وزيرا للمعارف عدة مرات،وكانت أهم قراراته اتاحة فرصة التعليم لكل من يريد ذلك،كما أقر مجانية التعليم الابتدائي التي نادى بها طه حسين.
ويذكر أن الهلالى قد خلف في التعليم أثراً مهماً خاصة أن الاحتلال البريطاني لمصر الذى فرض قيودا على التعليم بجعله بمصاريف باهظة.
ويعد الهلالي أحد رجال السياسة والقضاء البارزين في ذلك العصر،وقد عرف بتطرفة ضد الملك والسراي.
وفي الاربعينات من القرن الماضي تمت إحالته للمحكمة الجنائية بسبب مقالاته التى كانت تحمل توقيع الديك الجن ويشن من خلالها هجوما لاذعا على الملك، مما زاد من عدم الوفاق بينه وبين القصر.
وكان قد تولى رئاسة الوزارة مرتين الأولى خلفا لعلى ماهر فى اول مارس 1952، واستقال منها فى 29 يونيه. والثانية في 22يوليو 1952.
وقد عرف عن الهلالى دعوته للتطهير من الفساد الموجود في الحكومة ومعاقبة المفسدين والمنحرفين.
فحينما تولى وزارته الاولى في مارس رفع شعار التطهير قبل التحرير، حيث شن هجومًا على حزب الوفد، واعتقل عدد من العناصر الوطنية، وحل البرلمان وأعلن الأحكام العرفية، وفرض الرقابة على الصحف، وعين نائبا له لأول مرة في تاريخ مصر وهو محمد عبد الرؤوف باشا.
وعرضت عليه الوزارة مرة ثانيةإلا أنه رفض الاشتراك في الوزارة الوفدية واعتزل الحياة السياسية ،ليخرج من عزلته مهاجما الملك والحكومة بعد إلغاء معاهدة 1936مما أدى إلى فصله من حزب الوفد.
وفي 22يوليو 1952يتولى الهلالى وزارته الثانية والاخيرةالتى تعتبر الولاية التاسعة والستون في العهد الملكى،حيث أصدرت قيادة الثورة قرار بأقالته بعد توليه الوزارة لمدة 18ساعة فقط.
ليبتعد بعدها الهلالي عن السياسة تماما ويعتكف في بيته القانط بالمعادي حتى توفي فى ديسمبر 1958متاثرا بأزمة قلبية جراء حزنه على وفاة زوجته.