جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:15 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«زي اليوم ده».. حريق روما الكبير في عهد نيرون المختل

حريق روما الكبير
حريق روما الكبير

في عام ٦٤ميلاديا اندلع حريق هائل في مدينة روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية آنذاك ووصل الحريق إلى ثلثي المدينة حيث كانت روما قديما تتكون من ١٤حي تدمرت ٣ أحياء بالكامل وتضررت ٧ أحياء أضرار بالغة.

 واستمرت النيران مشتعلة بالمدينة حوالي ٦أيام حيث بدأ الحريق في سيرك مكسيموس ذلك السيرك الكبير في المدينة ليمتد بعدها للمحلات التي خزنت بضائع قابلة للأشتعال ثم طال البيوت والشوارع الضيقة.

 وكان حاكم روما في ذلك الوقت هو الإمبراطور نيرون الذي عرف عنه القسوة والعنف في إدارة الأمور وأنه مختل.

 فوصل لحكم روما وكان عمره ١٧عام بمساعدة والدته اغريبينا التي كانت طامحة للحكم من خلاله إلا أنه بعد مرور ٥سنوات قام بقتلها.

 كذلك قتل زوجته أوكتافيا لأنها لم تنجب له وريث فطلقها ثم اتهمها بالزنى وأمر بقتلها.

 ولم يقف عبث نيرون عند هذا الحد بل وأقام مذابح وحشية ضد المسيحيين.

 لذلك تشير أصابع الاتهام حوله في حريق روما الكبير حيث كان في مدينة انتيوم يعزف الموسيقى ويغنى ويعزف مقطوعة من الملحمة الشعرية التى تعرف باسم الوبرسيس أثناء اندلاع الحريق بالمدينة.

 وترجع أسباب اتهامه لرغبته في بناء مدينة جديدة على عكس رغبة مجلس الشيوخ

 ومجرد ما وصلته المعلومات عن الحريق اتجه مسرعا نحو المدينة ونظم المساعدات للأهالي وقيل إنه دفع من أمواله الخاصة لمساعدتهم وتوفير الطعام لهم.

 وفي أعقاب الحريق وضع نيرون خطة جديدة لبناء المدينة ،كما أراد فلم تعد المنازل متلاصقة وأقام طرقات واسعة وأقام المباني من حجر القرميد ، كما قام ببناء قصر جديد له يسمي قصر دوموس أوريا أي القصر الذهبي وقد بلغت مساحته ثلث مساحة روما.

 ومما أثار حنق أهالي روما ضده أنه فرض المزيد من الضرائب ليقوم بعمليات البناء والتنمية

 بالإضافة إلى فشله في إدارة أمور البلاد سياسيا وعسكريا وتورطه في العديد من الجرائم واتجاهه للتمثيل والغناء حيث أصابه وهم بأنه موهوب موهبة عظيمة فأخذ يطوف بلاد اليونان لحصد الجوائز ولم يجرؤ أحد على انتقاد موهبته.

 وزادت الانقلابات والثورات ضده فما كان من مجلس الشيوخ إلا أن إصدر قرار يعتبر فيه نيرون عدوا للشعب.

 فانصرف عنه أصدقاؤه وحاشيته وشعر نيرون أن نهايته قد اقتربت فهرب إلى قصر الكوخ بعيد لأحد خدامه ولما شعر باقتراب الجنود منه قام بقتل نفسه، لتتخلص الإمبراطورية الرومانية والشعب الروماني من ديكتاتور ومختل حكمها لمدة ١٤عام.