جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 12:22 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
غرينبيس: مؤتمر المناخ COP29 يتجاهل أزمة المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وزيرة البيئة تبحث مع مدير صندوق التكيف آليات زيادة تمويل مشروعات التكيف بـ COP29 بأذربيجان تقرير غرينبيس: 5% من التمويل الإسلامي تكفي لضخ 400 مليار دولار في الطاقة النظيفة وزيرة البيئة تشارك في جلسة الرئاسة الأذربيجانية لتقييم نتائج قيادة الفرق الثنائية لموضوعات المناخ المُلحة بـ COP29 ”رؤيتنا للطفولة” في اليوم العالمي للطفولة في اجتماع البابا محافظ الجيزة يتفقد مستشفى إمبابة للتأكد من وجود الاطقم الطبية وكيل تعليم البحيرة يشهد ختام فعاليات ملتقى نور المعرفة بمركز أعداد القادة التربويين بدمنهور محافظة البحيرة توقع بروتوكول تعاون مع هيئة الاعتماد والرقابة الصحية لتعزيز الصحة العامة والاستعداد لمنظومة التأمين الصحي الشامل وكيل تعليم البحيرة يشهد ختام فعاليات ملتقى نور المعرفة بمركز أعداد القادة التربويين بدمنهور مصر والإمارات تخطوان نحو مستقبل أكثر خضرة واستدامة حرب على الشائعات: 5 توصيات لمواجهة الأخبار الزائفة خطوة تاريخية نحو صحة أفضل وأمان أكثر: قانون جديد يحمي المريض والطبيب

المشير عبد الحكيم عامر قتل أم أنتحر؟!

 عندما قامت ثورة يوليو 1952 لم يكن الصاغ عبد الحكيم عامر شخصية عامة فهو واحد ضمن مجموعة علي رأسها مجلس قيادة الثورة هو أحد أعضائه. بعد عدة سنوات عبد الحكيم عامر وضعا خاصا بالنسبة للقوات المسلحة ورقي إستثنائيا الي رتبة مشير أي انه كان صاغ (رائد) قد تخطي كل الرتب العسكرية مقدم ، عقيد، وعميد لواء، فريق وفريق أول. 

عامر يحلف اليمين الدستورية كوزير للحريية امام الرئيس عبد الناصر

كان عبد الحكيم عامر  محبوبا من رجال القوات المسلحة إلي درجة شديدة من فرط ما قدم لهم من خدمات علي المستوي العام وأيضا الشخصي وكل من اقترب منه لاحظ انه حلو الهيئة والمعشر يمثل فصائل أهل الريف الحقيقية وهو من قرية أسطال مركز سمالوط بمحافظة المنيا، وهو ابن عمدة القرية،ثم جاءت حرب اليمن وفقدت مصر فيها شباب ورجال وعتاد القوات المسلحة.

وجاءت حرب يونيو 1967 وكانت نكسة ووكسة بكل المقاييس وكان المسئول عنها في الدرجة الأولى القائد العام عبد الحكيم عامر.

اجتمع مجلس قيادة الثورة في منزل عبد الناصر وجرت شبه محاكمة لعبد الحكيم عامر ودافع عن نفسه وامتد النقاش واحتد، فصعد عبد الناصر لينام وترك الجميع،فدخل عبد الحكيم عامر الحمام وأبتلع شيئا كان في جيبه وقال انه انتحر .. وعاد الي منزله الذي كان قد جهزه بأعداد وفيرة من أهل قريته،كما أحتمي في منزله أيضا عدد من رجال القوات المسلحة مثل جلال هريدي أحد رجال الصاعقة المعروفين.

وكان في الشارع السياسي توزع منشورات سرية هي صورة استقالة للمشير عامر تندد بنظام الحكم وتتهمه بأنه نظام ديكتاتوري وتطالب بتطبيق الديمقراطية.

عبد الحكيم عامر وحديث لجنود الجيش

وفي الصباح الباكر توجه الفريق فوزي الذي أصبح رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة ومعه الفريق عبد المنعم رياض،واللواء الماحي ومعهم عدد من افراد وضباط الشرطة العسكرية،وطالبو عبد الحكيم عامر بتسليم نفسه حيث تقرر وضعه في احدي الاستراحات للمخابرات العامة رهن الاقامة الجبرية.

في اليوم التالي توفي المشير عبد الحكيم عامر فهل كانت وفاته طبيعية أم مات منتحرا أم قتل؟

عامر وحديث اذاعي

عن هذه الاسئلة يجيب المستشار محمد عبد السلام والذي كان نائبا عموميا وقتها ،ولكن تأتي أهمية ما قال في كتابة،"سنوات عصيبة" أن الكتاب وقد طُبع في بيروت.
ويقول المستشار محمد عبد السلام " لقد حرصت علي أن أقوم بنفسي أحيانا بالتحقيق تحسبا لأي مظنة ودفعا لما قد يثيره البعض من شكوك ،وقد نبهت المساعدين لي من رجال النيابة ان يلتزموا بما يطالب به المحقق النزيه من الحيدة التامة وعدم التأثر بأي فكرة مسبقة وأفساح المجال لإثبات أي أقوال تبدو مهما كانت خطورتها.

ويستطرد النائب العام الأسبق فيقول علي علي لسانه.. يستخلص من جميع ما تقدم أنه في أعقاب النكسة التي أصابت البلاد واعفاء المشير عبد الحكيم عامر من منصبه ثم كشف مؤامرة اسندت إليه أن استدعاه رئيس الجمهورية إلي منزله في 25 أغسطس 67 وفهم المشير أنه صدر قرار بتحديد اقامته في منزله.

ناصر وعامر

وفي يوم الأربعاء أصدر رئيس الجمهورية أمر بنقل المشير عامر من منزله الي استراحة خاصة في منطقة الهرم.وقد قام بتنفيذ هذا الامر رجال من الجيش من القوات المسلحة وصعد احدهم يقنع المشير بالنزول معهم إلا انه كان رافضا للطلب ،وقد حدث أثناء الحوارات معه ان لاحظت السيدة نجيبة أبنة المشير ان والدها قد غافل الموجودين معه،وابتلع بعض الأشياء وأخذ يمضغها بسرعة ويلوكها فصرخت في بالموجودين وطالبت بضرورة نقله فورا الي المستشفي احساسا منها بأنه ابتلع شيئا ساما في محاولة منه للإنتحار.

عامر بجوار ناصر في الصلاة

وفي مستشفي المعادي حاول الاطباء عمل غسيل معدة له إلا انه رفض، وبعد مجهود من الأطباء ،وكلهم عسكريون وافق عامر ان ياخذ مقيئا،وثبت من التحليل فيما بعد أنه تناول مادة سامة مخلوطة بمادة الأفيون، ثم نقل الي الاستراحة في رعاية الطبيب مصطفي بيومي الذي لاحظ عليه أنه كثير السعال ويتقيأ فاعطاه مهدئا ثم منوما، وعند الصباح تسلم الطبيب ابراهيم البطاطا نوبتجية فلاحظ علي المشير انه يتقيا ايضا مع حالة هبوط وعدم رغبة في الطعام ،فقرر أن يغذيه صناعيا بواسطة الجلوكوز..وفي تمام الساعة الخامسة دخل عليه الطبيب فوجده نائما فلم يوقظه وبعد فترة قصيرة استدعاه الممرض إثر سماع صوت حشرجة وحاول إسعافه ، ولكنه فشل فلفظ انفاسه الاخيرة.

ناصر وعامر

ويستطرد تقرير النائب العام فيقول انه انتقل ومعه وكلاؤه ومعهم وكيل وزارة العدل لشئون الطب الشرعي فلاحظوا بالجثة  أسفل جدار البطن من الجهة اليسري قطعة مستطيلة من ورق لاصق يخفي شريطا معدنيا يحتوي علي ثلاث فجوات بها مسحوق من مادة تبين بعد تحليلها انها مادة سامة. وثبت من تقرير الطب الشرعي ان المشير عامر قد مات علي إثر تناول هذه المادة ممزوجة بالأفيون.

خبر انتحار المشير عامر في الاهرام

وتكفل قرار النائب العام بالرد علي اقوال ابنتي المشير وكانتا قررتا ان المشير قتل ،فقال : ان هذه الاقول لا شك صدرت عن عاطفة أبوية وبفعل الصدمة التي تعرضتا لهما فضلا عن ان ابنته السيدة نجيبة هي بالذات التي نبهت الموجودين عند انزاله من منزله واتجه ذهنها علي الفور الي انه يحاول الانتحار بابتلاع ما مضغه ورفض ان يلفظه وهي التي صرخت مستنجدة ان يتوجهوا الي المستشفي.

المصدر كتاب حكايات قضائية للمستشار عبد الحميد يونس