جريدة الديار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 08:56 مـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
استقبال كلية السياحة والفنادق زيارة اعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد للتقدم للاعتماد المؤسسي واعتماد برنامج بكالوريوس الارشاد السياحي مجلس جامعة الأزهر يقدم التهنئة بحلول العام الجديد 2025 ويؤكد على أهمية تهيئة المناخ المناسب مع قرب امتحانات الفصل الدراسي الأول محافظ الجيزة يهنئ الكنيسة الكاثوليكية بعيد الميلاد المجيد الرئيس السيسي يوفد مندوبين لحضور احتفالات عيد الميلاد المجيد ولي عهد مملكة البحرين يستقبل وزيرة التضامن الاجتماعي سقوط شهيدين في قصف إسرائيلي لمواطنين بمنطقة تل الهوا جنوب غزة حملة تنشيطية لتنظيم الأسرة بمدن خليج السويس بجنوب سيناء محافظ جنوب سيناء يعقد اجتماعا موسعا لمناقشة ملف التصالح *مشروعات رائدة لتطوير محميات الفيوم والأقصر.. حماية الطبيعة وتشجيع السياحة البيئية محافظ الدقهلية والقيادات الأمنية والعسكرية والتنفيذية يقدمون التهنئة للأخوة الأقباط الكاثوليك والروم الأرثوذكس الإمارات تمنح وزيرة البيئة المصرية وسام زايد الثاني من ”الطبقة الأولى” وكيل تعليم الدقهلية يفتتح فعاليات المؤتمر الثالث لريادة الأعمال و الذكاء الاصطناعي

«زي اليوم ده» اقتحام «الباستيل» معتقل النبلاء في فرنسا

سجن الباستيل
سجن الباستيل

 الباستيل هي من  أصل كلمة «الباستيد» وتعني الحصن باللغة الفرنسية، وهو سجن أُنشئ في فرنسا بين عامي 1370 و1383. كان  «الباستيل » مجرد حصن للدفاع عن باريس، وثم استخدم كسجن للمعارضين السياسيين، والمسجونين الدينيين، والمحرضين ضد الدولة، وأصبح على مدار السنين رمزاً للطغيان والظلم.


ويرجع سبب بنائه حسبما يشير المؤرخين  أنه  قبلَ بناء "الباستيل "كان" متحف اللوفر" في غرب باريس هو القلعة الملكية الرئيسية، ولكن بعد توسعات المدينة أصبح الجانب الشرقي معرضا للهجوم من قبل  إنجلترا.


 وفي عام 1357 م قام إتيان مارسيل عمدة باريس بتوسعات حول أسوار المدينة وحمايتها من خلال بناء بُرْجَانِ حَجرِيانِ مُرتفعَان بالإضافة لخندق بعرض 24 مترًا. وكان يُطلق على البوابة المحصنة اسم «الباستيل» وكانت واحدة من اثنين تم بناؤها في باريس والبوابة الأخرى تم بناؤها خارج بورت سانت أنطون، وقد تم عزل "مارسيل" من منصبه وإعدامه عام 1358 م.

 في عام 1369 م أصبح تشارلز الخامس' قلق من تعرض الجانب الغربي للمدينة لغارات والهجوم من قبل إنجلترا.


  فأمر" تشارلز "العمدة الجديد" توغو أوبريوت" ببناء حصن أكبر بكثير في نفس موقع" الباستيل"، وبدأ العمل عام 1370 م ببناء عدة أبراج خلف "الباستيل" ولم ينتهي بناء الحصن في الوقت الذي توفي فيه" تشارلز الخامس" عام 1380 م واستكمله ابنه "تشارلز السادس" الذي أتم بنائه  أصبح يتكون من ثمانية أبراج بارتفاع 24 مترا وبسمك 3 أمتار عند القاعدة ومتر و80 سم عند القمة، واستغرق بنائه 12 سنة.


 وقد وُصِف "الباستيل" بأنه واحد من أقوى التحصينات في تلك الفترة، وفي القرن الخامس عشر.

ومن الملاحظ أنه كان "للباستيل" باب جانبي يستخدمه الملك للدخول والخروج سراً من باريس، وقد اعترضت بلدية باريس على وجود هذا الباب وحاولت إلغاءه، ولكنها عجزت عن ذلك.

 ولم يعتبر الباستيل قصراً إلا في عهد" لويس الرابع عشر الذى أصدر  أمراً ملكياً  باعتبار" الباستيل" أحد القصور الملكية، وكذلك أن تطلق المدافع  ابتهاجا بمولد ابنته.

. وفى عهد لويس الخامس عشر كان «الباستيل » يطلق المدافع تحية للملك عند دخوله وخروجه من باريس.
 كما أنه  استخدم أحيانًا لاحتجاز السجناء ومن ضمنهم "توغو أوبريوت" الذي عُهِد إليه ببناء الحصن وكان أول شخص يتم سجنه وذلك عام 1417م.

 وفي  خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر أصبح «الباستيل» سجنًا حُكُومِيًّا فَرَنْسِيًّا ومعتقلًا للأشخاص المُهمين وَالْمُتَّهَمِينَ باقتراف الجرائم المتعددة، وكان الكاردينال" دي ريشيليو" أول من استخدم "الباستيل" كسجن حكومي.

و تحول «الباستيل» لسجن عام 1667 بأمر من "لويس الرابع عشر" ووصل عدد سجنائه  1400  سجين ويقال إنهم كانوا 6000 سجين منهم 1659، كانوا السجناء في البداية من النبلاء الذين ينحرف سلوكهم فكانوا يدخلونهم  لتأديب.

 وتطور الأمر لمديونين ثم سجناء العقيدة الدينية كالبروتستانت ثم المعتقلون السياسيون نهاية أمره.

 وفي القرن السابع عشر كان المتوسط السنوي لعدد السجناء في الباستيل 40 سجينًا بأمر مباشر من الملك.
 

وكان من ضمن السجناء، السياسيين المتسببين في الاضطرابات والأفراد المحتجزين بناءً على طلب من عائلاتهم، وغالبًا ما كان السبب في ذلك هو إجبار الشباب على الطاعة أو لمنع البعض من تشويه سمعة العائلة، وتطور الأمر أكثر وأصبح أكثر تعقيدا حينما أضحي  "الباستيل" مكانًا للاحتجاز القضائي.
وأثناء ولاية "فيليب الثاني" كان الأفراد الذين يحاكمون من قبل البرلمان يُزْجُونَ في الباستيل.

وعندما شهدت فرنسا  أزمة مالية كبيرة بسبب التكاليف التي تكبدتها في حرب الاستقلال الأمريكية وبسبب الغارات المتتالية لغزو بريطانيا التى أدت إلى تفاقم الأزمة وزيادة الضرائب زادت الاضطرابات وبدأت الأمور تسير في طريق غير واضح ملامحه.

و في صباح يوم 14 يوليو/ تموز عام 1789، عاشت مدينة باريس حالة من الذعر، وكان اقتحم المتظاهرون في وقت سابق «ليزانفاليد» لجمع الأسلحة، وسعوا بشكل أساسي للاستيلاء على الأسلحة والذخائر المخزنة في السجن الذي كان يوجد به أكثر من 13600 كيلوجرام من البارود.


 وعلى الرغم من أن «الباستيل» كان فارغاً تقريباً من السجناء يوم الاقتحام، ولم يكن هناك سوى 7 أسرى، فإن الهدف كان التخلص من الظلم. احتشدت الجماهير في الخارج في منتصف الصباح مطالبة بإعلان السجن للاستسلام وإزالة البنادق وإخراج الأسلحة والبارود، ودعا اثنان من ممثلي الجماهير للدخول إلى داخل الحصن، لتبدأ بعدها المفاوضات، وفي الظهيرة سمح لآخر بالدخول حاملاً مطالب محددة.
 استمرت المفاوضات طويلاً وفي تلك الأثناء كانت أعداد الحشود تتزايد ونفد صبرهم، ليتدفقوا إلى داخل السجن في حوالي الساعة 1.30 ظهراً، نحو الفناء الخارجي غير المحمي، ويقطعوا سلاسل الجسر المتحرك المؤدي إلى الفناء الداخلي، ليبدأ إطلاق النار.


 لنحو ساعة ونصف الساعة، ودعم المتمردون الحشود، ولم تتدخل قوات الجيش الملكية ذات القوة الكبيرة المعسكرة في ساحة «ذي مارس» المجاورة، ومع وجود احتمالية وقوع مجزرة مشتركة بين الطرفين، ظهر محافظ السجن "ذي لوني" فجأة وأمر بإيقاف إطلاق النار في الساعة الخامسة، وتم تسليم رسالة يعرض فيها شروطه للحشود التي حاصرت السجن، عبر فتحة في البوابة الداخلية، وعلى الرغم من رفضهم لطلباته، فإن "ذي لوني" استسلم مدركاً أن قواته لن تقوى على الصمود أكثر من ذلك.
 وبسقوط الباستيل اشتعلت نيران الثورة الفرنسية بكل أنحاء فرنسا لتعصف بالنظام الملكي ويحل محله النظام الجمهوري، والقضاء على النظام الإقطاعي.