جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:03 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

البطل عصمت هل نرى بطولاته في عمل درامي؟ 

في سنة 1952، وقبل اندلاع ثورة 23 يوليو  وتحديدا عصر 14 يناير من العام نفسه، كان هناك شاب طيار مصري اسمه ( أحمد عصمت )  كان يبلغ من العمر 30 عاما، فهو من مواليد 1922، كانت له صلة وثيقة بالفدائيين ضد الانجليز على خط القناة وكان يشتري لهم السلاح من حسابه الشخصي ويرسله لهم هذا غير الأموال النقدية والمواد التموينية من طعام وملابس وعلاج والى آخره !


البطل كان طيارا وكان من اثرياء مصر اذا كان يمتلك 450 فدان تدر عليه 6000 جنيه شهريا، وهذا المبلغ يعادل اليوم 400 ألف جنيه مصر او 24000 دولار حيث كان سعر الدولار وقتها 25 قرش اي ربع جنيه مصري اي ان الجنيه كان بــ 4 دولار وسبحان من يغير ولا يتغير !


بعد ان سمع الشهيد احمد عصمت عن مجازر الانجليز في منطقة التل الكبير ، قرر ان ينضم للفدائيين لقتال الاحتلال  الإنحليزي إلى جانب أشقائه المصريين !.


فاستقل سيارته الخاصة وانطلق الى مصير معظم الرجال في مثل هذه المواقف، وهو في طريقه عند مدخل التل الكبير اوقفه كمين من قوات الاحتلال وشاهد بعينه نتيجة جهاده بامواله حيث استمتع بمشهد نقل الانجليز  المحتلين لوطنه لقتلاهم الى سيارات نقل الموتى!


لكن على الجانب الآخر شاهد مشهد حرك بداخله مشاعر الرجال الاحرار اذ رأى معاملة جنود الاحتلال للمصريين في الكمين وكانت المعاملة كلها اهانة وغطرسة وسباب ... لكن المشهد الذي حسم امره فيه وقرر ان يتخدل ولو كان الثمن حياته كان مشهد تفتيش الانجليز لسيدة مصرية لا يعلم حتى إذا كانت مسلمة او غير مسلمة لكنها نخوة الاحرار !


نزل من سيارته، وبدأ النقاش مع قائد الكمين الجنرال (  البريجادير استيل)، وطلب منه أن يحترم هو وجنوده آدمية المصريين وأن يبتعد عن اهانة السيدات، خاصة فما كان من قائد الكمين إلا أن الجنرال الإنجليزي سبه وسب النساء والمصريين ومصر بأفظع  الالفاظ، فغلى الدم في عروق البطل احمد عصمت واخرج مسدسه الخاص من جيبه فقتل قائد الكمين وحارسه الشخص، ليتكالب عليه جنود الكمين مطلقين عليه الرصاص من بنادقهم، ووقع البطل على ركبتيه واستند بجسمه  على السيارة ولم يسقط على الأرض فاستشهد منتصب الهامة،  وبيده سلاحه لم يسقط من يده ليلقى ربه به،  في مشهد اغاظ قلوب جنود الاحتلال !، ورغم استشهاده إلا أنهم بقوا في خزيهم وعارهم يحتقرون أنفسهم.وتناولت الصحف في اليوم الثاني بشكل مغاير للحقيقة، إذ كتبت "أن البطل عصمت رفض النزول من سيارته  ليتم تفتيشها، ولهذا تم اغتياله"، وجاء الخبر بهذا الشكل خوفا من بطش المحتل الإنجليز، وقيامه باغلاق أي صحيفة تحرض المصريين على مقاومة المحتل الغاشم. 


البطل عصمت هناك نفق  مشاة باسمه، والذى يربط بين أحياء المطرية بأحياء عين شمس!! ، وهذا ليس بكاف فمثل هذه البطولات التي يجسدها المصريون الأحرار، لابد وأن تدرس للصغار في المدارس، ونتمنى من كتاب الدراما أن يتبنوا قصة البطل عصمت وانتاجها في مسلسل ضخم، اعتقد أنه سيحقق متابعة خيالية، فالمصريون لاينسون أبطالهم، ومن ضحى من أجل هذا الوطن.