في ذكرى ميلاد ”محمد عبده ” .. تحولت رحلته من بناء السفن إلى الفن وتطوير الاغنية السعودية
تحل اليوم ذكرى ميلاد المطرب والملحن السعودي محمد عبده الذي ولد في يوم 13 يونيو 1949 بمحافظة الدرب بجنوب السعودية.
يعتبر محمد عبده من أشهر الفنانين على مستوى الوطن العربي ونجح في الدمج ما بين الجيل القديم والحديث حيث لقب ب "فنان العرب" وله قدر كبير في الساحة الفنية.
حلم محمد عبده بأن يكون بحارًا مثل والده، ولكن طريق الفن حول مساره ، ودخل عالم الفن عام 1961 وهو طالب في المعهد الصناعي بجدة.
بداية محمد عبده :
في يوم سافر محمد عبده خلال بعثة سعودية متجهه إلى إيطاليا لصناعة السفن، تحولت الرحلة من روما إلى بيروت، وتحولت الرحلة من بناء السفن إلى بناء المجد الفني، وكان مكتشفه " عباس فائق غزاوي عندما غنى في الإذاعة في برنامج (بابا عباس) عام 1960، وبارك هذا الاكتشاف الشاعر المعروف طاهر زمخشري.
ودخل إلى الغناء بقوة وتعرف على العديد من الشعراء أمثال إبراهيم خفاجي الذي كان له تأثيرًا واضحًا على حياة محمد عبده الفنية، والموسيقار طارق عبد الحكيم الذي قدم له لحنا رائعا من كلمات الشاعر المعروف (ناصر بن جريد) بعنوان (سكة التايهين) التي قدمها محمد عبده عام 1966. ووجد محمد عبده نفسه في حاجة إلى القيام بالتلحين لنفسه، رغم ألحان طارق عبد الحكيم وعمر كدرس التي صقلت موهبته لكنه خاض التجربة وكانت أغنية (خلاص ضاعت أمانينا.. مدام الحلو ناسينا) قدمها محمد عبده على العود والإيقاع دون أي توزيع موسيقي، وكان نجاح هذا اللحن تشجيعًا لمحمد عبده على خوض التلحين الذاتي أكثر وأكثر.
شهدت فترة السبعينات العديد من النجاحات في مسارح عدد من البلاد مثل الإمارات، قطر، لبنان، الكويت، مصر حيث الانطلاقة الأكبر ليصبح محمد عبده سفيرًا للأغنية السعودية، وتطور الحال إلى أن أصبح سفيرًا للأغنية الخليجية ثم للجزيرة العربية كلها، بعد طرقه ألوانا غنائية من مختلف مناطق المملكة والخليج العربي والجزيرة العربية ككل، حتى أصبح يلقب محمد عبده باسم (مطرب الجزيرة العربية) أو (فنان الجزيرة العربية)، وهذا اللقب لم يأت من فراغ مطلقا كون محمد عبده تعاون أولا مع الأمير الشاعر خالد الفيصل وقدم له قصائد نبطية مثل (يا صاح، أيّوه، سافر وترجع، وغيرها)، دخل محمد عبده معها ألوانا أخرى مثل السامري في إيقاعات رائعة جدًا، هذه الألوان الصعبة من كلمات أيضًا انتشرت في كل مكان خارج نطاق الجزيرة العربية بعد أن انتشرت داخلها.
بعد ذلك جاءت رائعة أبعاد، وتعاون مع الشاعر فائق عبد الجليل وألحان الملحن الكبير يوسف المهنا، لتخرج محمد عبده من نطاق العالم العربي، فقام مطرب إيراني بترجمة معاني هذه الأغنية بنفس اللحن وقدمها بصوته، وقام آخر هندي بترجمتها أيضًا، بالإضافة إلى فرقة عربية قامت بغناء هذه الأغنية مثل (عائلة البندري)، ناهيك عن الفرق الغربية في اليونان وتركيا وعدد من دول أوروبا الذين قاموا بغناء أغنية أبعاد.
نعم، أبعاد أغنية عالمية، وفوق ذلك كافة الجاليات غير العربية المقيمة في الخليج قد تعرفت على محمد عبده بهذه الأغنية وأخذت بعد ذلك كافة الأشرطة الخاصة به، ليتم نشرها في بلادهم رغم عدم معرفتهم للغة العربية، لكن أغاني محمد عبده انتشرت في كثير من البلاد في المشرق والمغرب.
قبل انتهاء فترة السبعينات الميلادية، قام الفنان محمد عبده بخوض تجربة الأغنية الطويلة مع مهندس الكلمة الأمير بدر بن عبد المحسن وذلك في أغنية (في أمان الله) أو (الرسايل) التي قدمها على مسارح القاهرة صيف عام 1974، ثم قدمها على مسرح التلفزيون بالرياض في عيد فطر عام 1394 هـ، وحققت هذه الأغنية نجاحًا منقطع النظير، مما شجع الفنان محمد عبده إلى غناء أغنية (خطأ)، وهي أيضًا من كلمات البدر. وعودة إلى أواخر السبعينات، وتعاون جديد لـ سامي إحسان مع محمد عبده وأغنية بعنوان (سهر) و(قلب تلوعه) والرائعة (أنت محبوبي) ثم (مالي ومال الناس) التي انتشرت بين الناس بطريقة غريبة.
يجمع العديد من المتابعين للوسط الفني أن محمد عبده مع طلال مداح كانا من أهم الفنانين الذين ساهموا بنشر الأغنية الخليجية في جميع أنحاء العالم العربي فهما الذين ساهما بتطوير الأغنية السعودية بجانب الأمير الشاعر خالد الفيصل والأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن.
يعتبر محمد عبده من أكثر الفنانين غناء للوطن فتجاوزت أغانيه الوطنية الكثير، ومن أغانيه الوطنية:
الله أحد، فوق هام السحب، رسالة، يالسعودي يالبطل، أجل نحن الحجاز ونحن نجد، اوقد النار، حدثينا، عوافي ، وغيرها الكثير، ويعد أول فنان سعودي يطرح ألبوم وطني والذي كان بعنوان فوق هام السحب.