«سرجيوس» .. خطيب ثورة 1919 الذى شيعه المسلمون بالدموع
لم يكن مشهد القمص الذى صعد منبر الأزهر، وخطب فى الحاضرين فى أحد أفلام الثلاثية لحسن الإمام من وحى خيال المخرج أو المؤلف، لكن شخصية حقيقية وهو القمص مرقص سرجيوس .
▪️«الدين لله والوطن للجميع» .. كان ذلك هو الهتاف الذى رددته الأمة، فى خضم ثورة 1919، الذى استطاع أن يجمع قلوب المصريين على قلب رجل واحد .
▪️وللدكتور محمد عفيفى، رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، كتاب تضمن سيرة وافية وغنية بالتفاصيل لهذا القمص، ومما ورد فى هذا الكتاب أن البعض تعرف إلى شخصية سرجيوس لأول مرة من خلال فيلم «بين القصرين»، حيث يعرض المخرج فى نهاية الفيلم بعض المشاهد عن ثورة 1919 م، ومن هذه المشاهد يسترعى الانتباه هذا القس الذى يعتلى منبر المسجد خطيبًا للوطنية، ورمزًا للوحدة الوطنية فى لحظة نادرة ومضيئة فى سجل أيامنا المصرية .
▪️وفى سرد تاريخى كتب الدكتور محمد عفيفى عن نشأة وتكوين القمص سرجيوس، وبداية الدور الوطنى الحقيقى لسرجيوس فى السودان، ومما قاله إن سرجيوس أصدر مجلة «المنارة المرقسية» التى بث من خلالها آراءه وأفكاره، كما ذكر أن نجم سرجيوس الوطنى بدأ متألقا فى ثورة 1919 فى اللمعان والصعود إلى القمة، وحيث اعتلى منبر الأزهر، الذى يعتليه قس قبطى لأول مرة خطيباً وداعياً إلى الثورة، فكان ذلك ظاهرة جديرة بالبقاء فى ذاكرة الأمة حتى الآن .
▪️وأشار إلى الأسلوب الثورى عند القمص سرجيوس فى خطاباته، موضحا أنه تميز بأسلوب سلس ولاذع ومثير للجماهير فى الوقت نفسه وربما ساعده على ذلك قربه الدائم من الناس عن طريق الوعظ والإرشاد، خاصة للفئات المتوسطة والفقيرة، وشملت تفاصيل الكتاب الاعتقال والمنفى إلى رفح حتى نهاية الثورة وبداية الإحباط وهنا يخفت الدور الوطنى الذى يؤديه سرجيوس .
▪️وأوضح الدكتور عفيفى أنها سيرة حياة تحطم الحائط الوهمى بين الدين والسياسة فى تاريخ مصر المعاصر، وعلى الرغم من النشاط الدينى والسياسى الجم لسرجيوس، فلن يبقى فى ذاكرة العقل الجمعى المصرى إلا صورة سرجيوس على منبر الأزهر خطيباً فى ثورة 1919 م، ورمزا للوحدة الوطنية