جريدة الديار
الأربعاء 5 فبراير 2025 04:45 صـ 7 شعبان 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نبذة عن الفنان التشكيلي ارشيل جوركي

ولد الفنان الأمريكي الجنسية أرشيل جوركي الأرمني ، بمحافظة فان بتركيا، ينتمي هذا الفنان إلى تيار التعبيريةالتجريدية، هاجر أبوه إلى الولايات المتحدة عام 1910م، باحثًا عن عمل وهاربًا من التجنيد بالجيش التركي تاركًا زوجته وأبناؤه من خلفة ليواجهوا أزمات الحياة بمفردهم لتندلع بعد سنوات قليلة من هجرة الأب مذابح الأرمن على يد العثمانيين عام 1915م، تذرعًا بأن الأرمن قد تحالفوا مع الروس للاستقلال بدولتهم.

في ظل الإبادة الجماعية هرب أرشيل جوركى مع أمه وإخوته البنات الثلاثة إلى الأراضي الواقعة تحت السيطرة الروسية حيث كانت الظروف الجوية في غاية الصعوبة فالبرد كان شديدًا وتراكمت الثلوج بارتفاع ثلاثة أمتار واشتد الجوع على الناس وانتشرت الأمراض، بالإضافة إلى تعرض الهاربين للاعتداءات من قبل السكان المحليين؛ فعاش أرشيل مع أسرته في مجاعة وحاول أن يحصل على الطعام من مزاولة أي عمل يجده فعمل مساعد نجار وانتقل بين عدد من الأعمال الحرفية الأخرى وهو لم يكمل عامه السادسة عشر بعد حتى استطاع ركوب إحدى السفن المتجهة إلى الولايات المتحدة عام 1920م.

شاهد أرشيل جوركي في الولايات المتحدة متاحف الفنون الجميلة وتحركت آماله الفنية الدفينة فقد كان موهوبًا في الرسم إلا أن أهوال الحياة التي عاشها جعلته يُهمل موهبته ولا يلتفت إليها حتى عام 1922م، عندما سجل في مدرسة الفنون الجميلة كما حضر دروس الأكاديمية الوطنية للتصميم في نيويورك عام 1925م، فتقدم في دراسته وجرب العديد من أساليب التصوير الحديثة وبدأ يعطى دروسًا في الرسم ثم افتتح له مرسمًا عام 1925م، في نيويورك.

عام 1930م، عرض لوحاته مع عدد من الرسامين والنحاتين ثم أقام معرض لأعماله منفردًا عام 1934م، واستمر في نجاحه مشتركًا في عدد من المعارض الفنية المهمة حتى حصل على الجنسية الأمريكية عام 1939م. كان أرشيل جوركي دائم الحزن نظرًا لما عاناه في مقتبل حياته من هروب من بلادة والحنين إليها فكان دائمًا يشعر بالوحدة والغربة بالإضافة إلى معاناته من ضيق ذات اليد.

دخل أرشيل جوركي في عدة علاقات عاطفيه فشلت جميعًا ففقد الثقة في ذاته وسخط على الحياة حتى تزوج عام 1941م، من فتاة أمريكية كان يكبرها بعشرين عامًا إلا أن زوجته خانته ثم أتى حريق هائل على مرسمه وكتبه وكثير من مقتنياته الخاصة فازداد كرهًا للحياة وزاد سخطه عليها ولم يجد من الحلول سوى حل اليائسين القانطين فشنق نفسه وهو في الرابعة والأربعين من عمرة. ترك أرشيل جوركي إرثًا فنيًا من اللوحات الرائعة وازدادت شهرته بصورة كبيرة بعد وفاته وتوجد لوحاته الأن في المتاحف الأمريكية وكثير من المتاحف الكبرى حول العالم.