جريدة الديار
الثلاثاء 4 فبراير 2025 12:44 مـ 6 شعبان 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بعد سنوات من الركود.. القطاع الخاص المصري يعود بقوة في 2025

في عالم الاقتصاد، الأرقام لا تكذب، وهي اليوم تُحدثنا بلغة التفاؤل عن صحوة جديدة للقطاع الخاص غير النفطي في مصر، الذي سجل أفضل أداء له في أكثر من أربع سنوات.

هذا التحسن، الذي بدأ مع مطلع العام الجاري 2025، ليس مجرد رقم عابرعلى ورق، بل هو إشارة قوية على أن الاقتصاد المصري بدأ يستعيد أنفاسه بعد ركود طال أمده.

فقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات، الذي يُعد مقياساً حيوياً لنشاط القطاع الخاص، من 48.1 نقطة في ديسمبر إلى 50 نقطة في يناير، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2020.

هذا المؤشر، الذي يُعتبر مستوى الخمسين نقطة الفاصلة بين النمو والانكماش، يُشير إلى أن القطاع الخاص بدأ يخطو خطواته الأولى نحو الانتعاش.

تحسن ظروف السوق: رياح التغيير تهُب

التحسن في ظروف السوق المحلية كان المحرك الرئيسي لهذا النمو، فقد أشارت الشركات التي شملها المسح إلى زيادة في المبيعات، مدعومة بتراجع ضغوط التكلفة نتيجة انخفاض أسعار بعض المواد.

هذا التحسن لم يقتصر فقط على زيادة الإنتاج، بل ساهم أيضاً في تخفيف معدل التضخم، الذي وصل إلى أدنى مستوى في أربع سنوات ونصف السنة.

لكن، وكما يقول المثل الشعبي، "اللي فات مات"، فإن حالة عدم اليقين التي طالت السنوات الماضية لا تزال تلقي بظلالها على توقعات الشركات، فبالرغم من التحسن الملحوظ، تظل توقعات التوظيف والنمو على المدى الطويل ضعيفة، مما يُشير إلى أن الطريق نحو الاستقرار الاقتصادي الكامل ما زال يحتاج إلى مزيد من الجهد.

اتفاق وقف إطلاق النار: دفعة جديدة للثقة

من العوامل التي ساهمت في تعزيز الثقة في الأسواق خلال يناير، كما أشار الخبير الاقتصادي ديفيد أوين من "إس آند بي غلوبال ماركت إنتلجنس"، هو اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. هذا الاتفاق، وإن كان مؤقتاً، أعطى دفعة نفسية للسوق، مما ساهم في تحسين الأجواء الاقتصادية.

مؤشرات مشجعة: التضخم في تراجع

الأخبار الجيدة لا تتوقف هنا، فمعدل التضخم، الذي كان يشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن والشركات على حد سواء، بدأ في التراجع.

فقد انخفض معدل مؤشر أسعار المستهلكين الرسمي إلى 24.1% في ديسمبر، وهو أدنى مستوى في عامين.

وتشير التوقعات إلى أن هذا المعدل سيستمر في الانخفاض خلال الأشهر المقبلة، مما يعطي أملًا جديدًا في استقرار الأسعار وتخفيف الأعباء المعيشية.

ماذا يعني هذا للمواطن المصري؟

بالنسبة للمواطن العادي، هذه المؤشرات تعني أن الأيام القادمة تحمل في طياتها بشارات خير. فانتعاش القطاع الخاص يعني المزيد من فرص العمل، وتحسن الأجور، وانتعاش الأسواق.

كما أن تراجع التضخم يعني أن الأسعار ستكون أكثر استقراراً، مما يخفف من الأعباء اليومية على الأسر المصرية.

القادم أفضل: انطلاقة جديدة للقطاع الخاص المصري في 2025

في النهاية، الأرقام تتحدث، والواقع يتحسن.

قد تكون الطريق ما زالت طويلة، ولكن الخطوات الأولى نحو الانتعاش الاقتصادي قد بدأت. وكما قال الأستاذ محمد التابعي ذات يوم: "التفاؤل ليس مجرد نظرة، بل هو إرادة وعمل".

واليوم، نرى هذه الإرادة تتحول إلى واقع ملموس.

فليكن هذا التحسن بداية لانطلاق جديد، وليكن عام 2025 عاماً يحمل في طياته الخير والازدهار لمصر وشعبها.

القادم أفضل، وعلينا أن نعمل معاً لنجعل هذا التفاؤل حقيقة واقعة.