جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 02:57 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الشيخ اللاوي : ”الخوارج بين جريمة الخداع وجريمة القتل”

الشيخ عبدالرحمن اللاوي
الشيخ عبدالرحمن اللاوي

يقول الشيخ عبدالرحمن اللاوي الأمين العام للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بسوهاج : مع ظهور الخوارج في عهد الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ونحن نعلم من هم الصحابة وما فضلهم وما هي مكانتهم. ومع ذلك أطلق هؤلاء الخوارج على أنفسهم "جماعة المؤمنين" ! و "الجماعة المؤمنة" ! وكأن الصحابة رضوان الله عليهم ليسوا جماعة المؤمنين ! وليسوا الجماعة المؤمنة ! وهم عندما يصفون أنفسهم بهذه الأوصاف لا يكتفون بذلك الحد من التدليس والخداع.

بل يرمون الأخيار من الصحابة والصالحين بأقبح الأوصاف إيهاما وخداعا منهم لعوام الأمة الذين تخدعهم الشعارات المزيفة والأصوات العالية الباطلة المغلفة بعبارات الإيمان ومظاهر التدين الزائفة. وسبحان الله ! هذا ما يحدث اليوم من خوارج العصر حيث يصفون أنفسهم بأوصاف الإسلام والإيمان. ويصفون غيرهم من علماء الأمة وصالحيها بأوصاف الكفر والفسوق إيهاما وخداعا للعوام من الأمة. ولا أقصد بعوام الأمة هنا الذين لم ينالوا قسطا من التعليم أو التخصص. بل أقصد بعوام الأمة كل من ينخدع بهذا الفكر ويميل إليه حتى ولو كان حاصلا على أعلى المؤهلات العلمية لأن في انخداعه إقرار وتنازلٌ منه عن رتبة الخواص التي من المفترض أن يكون عليها .

وهؤلاء الخوارج بيَّن رسول الله ﷺ أوصافهم للأمة في أكثر من حديث حتى تحذرهم منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة." يقول الإمام الإمامُ النَّوَويُّ رحمه الله : "ليس حَظُّهمْ منَ القُرآنِ إلَّا مُرورَه على اللِّسانِ، فلا يُجاوِزُ تَراقِيَهم لِيَصِلَ قُلوبَهمْ، وليس ذلك هو المَطْلوبَ، بل المَطْلوبُ تَعقُّلُه، وتَدَبُّرُه بِوُقوعِه فِي القَلبِ" واعلموا أحبتي في الله أن الخوارج سلاحهم دائما موجه نحو الأمة ومسلط عليها لأن عداءهم معها فحسب .

وإذا نظرنا إلى جرائمهم التي ارتكبوها مع صحابة رسول الله ﷺ نجدها شاهدة على هذا العداء فهم من قتلوا سيدنا علياً رضي الله عنه وأرضاه وغيره الكثير من صحابة رسول الله ﷺ ولم يكتفوا بذلك بل أعدوا العدة وأنشأوا جيشا لقتال الأمة وصدق رسول الله ﷺ إذ يقول فيهم : "يقتلون أهل الإسلام ويدَعون أهل الأوثان" متفق عليه ومن أبشع جرائمهم مع صحابة رسول الله ﷺ التي تفضح خداعهم وزيفهم وتكشف عداءهم للأمة فحسب ما يرويه لنا الإمام ابن كثير في كتابه البداية والنهاية : “وكان من جملة من قتلوه _ يعني الخوارج_ عبد الله بن خباب صاحب رسول الله، ﷺ، أسروه وامرأته معه وهي حامل فقالوا له: من أنت؟ فقال: أنا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله، ﷺ. وأنتم قد روعتموني. فقالوا: لا بأس عليك، حدثنا ما سمعت من أبيك. فقال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي،» فقادوه بيده،فبينما هو يسير معهم إذ لقي بعضهم خنزيرا لبعض أهل الذمة فضربه بعضهم بسيفه فشق جلده، فقال له آخر: لم فعلت هذا وهو لذمي؟ فذهب إلى ذلك الذمي فاستحله وأرضاه. وبينما هو معهم إذ سقطت تمرة من نخلة فأخذها أحدهم فألقاها في فمه، فقال له آخر: بغير إذن ولا ثمن؟ فألقاها ذاك من فمه، ومع هذا قدموا عبد الله بن خباب فذبحوه، وجاءوا إلى امرأته فقالت: إني امرأة حبلى ألا تتقون الله، عز وجل! فذبحوها وبقروا بطنها عن ولدها” اهـ يقول بعض العلماء "إذا كان هذا حالهم مع صحابة النبي ﷺ وهم أفضل الناس بعد الأنبياء فكيف بغيرهم" واعلموا أيها الأخوة الأحباب أن أوصاف هؤلاء الخوارج لا تتغير عبر العصور المتغيرة لكن تظل هي هي نفس الأشباه وهي هي نفس الأوصاف حتى لو تغير الزمان والمكان تصديقا لنبوءة رسول الله ﷺ فيهم. وليظلوا دائما بين جريمتين هما وجهان لعملة واحدة-هما الخداع باسم الدين والقتل باسم الدين. "نسأل الله تعالى في كل أمورنا العفو والعافية والرشد والهداية والسلامة والرضا "

وأقر أيضا..

التوقيع للاستلام المبدئي لخط مياه اولاد يحي بين ممثلي مياه الشرب والشركة المنفذه للمشروع بسوهاج