الإندبندنت: «الترامبية» تقضي على النظام العالمي

في الآونة الأخيرة، ظهرت تحليلات متعددة تشير إلى أن النظام العالمي الذي ساهمت الولايات المتحدة في بنائه يواجه تحديات كبيرة في عهد الرئيس دونالد ترامب. تُعزى هذه التحديات إلى سياسات ترامب التي تتسم بالتركيز على المصالح الوطنية الضيقة واستخدام القوة الاقتصادية والسياسية، مما أدى إلى زعزعة استقرار النظام الدولي القائم على القواعد.
هذا ونشرت صحيفة صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا طالعته الديار تقول فيه إنه في خضم البحث عن مستقبل الولايات المتحدة، يصر حلفاء ترامب على ضرورة الحكم عليه من خلال أفعاله وليس أقواله ولكن شهدنا الآن ما يكفي من الأفعال لفهم ما يعنيه كل ذلك.
وافات الصحيفة البريطانية بأنه في عهد ترامب، ينهار النظام العالمي الذي ساعدت أمريكا في بنائه.
إن قطع أحجية ترامب واضحة بما يكفي للكشف عن الصورة الأكبر وهي صورة صادمة ومهمة لدرجة أن قِلة من الناس يجرؤون على التحدث عنها موضحة أنه إذا جمعنا بين تصرفات ترامب، والرواية التي يروج لها، والمطالب التي يفرضها الآن، فسوف تظهر رؤية مقلقة إذ اختفى أي شعور بالواجب الوطني لدعم أو إصلاح النظام العالمي.
وتشير الصحيفة إلى ما أطلقت عليه “الترامبية”، وهي ما يقول إنها مزيج من القومية الاقتصادية والحماية التجارية الصارمة، تُطبق عبر المواجهة، سواء مع الحلفاء أو الخصوم. وتستند إلى الاعتقاد بأن المصلحة الذاتية تأتي في المقام الأول وأن أمريكا يمكنها التصرف دون عواقب لكن ذلك لن يحدث، بحسب الصحيفة، التي تشير إلى أن رؤية ترامب لـفجر عصر جديد حيث تعتمد الدول على نفسها،هي رؤية للتخلي عن النظام الدولي القديم.
وتفسر الصحيفة أنه في هذه الرؤية يُعاد توزيع القوة من خلال مجالات النفوذ الإقليمية، فيما وصفته بعالم من الفوضى، حيث يحكم عدد قليل من الوحوش المهيمنة أراضيهم بقوة. وبموجب هذا المنطق، تقع جرينلاند وبنما تحت سيطرة أمريكا، فيما تركت أوكرانيا لروسيا بحسب وجهة نظر الصحيفة.
وترى الصحيفة أنه على الرغم من ميل الولايات المتحدة تاريخياً إلى العزلة، إلا أنها عملت منذ فترة طويلة على موازنة هذا الاتجاه بالالتزام بالأمن العالمي والتجارة الحرة.
وتختم الإندبندنت بالقول: إننا نشهد نقطة تحول في التاريخ، وكلما طالت مدة إنكارنا لهذه التجربة السياسية الخطيرة التي تجري في أمريكا، قلّ الوقت المتاح لنا للرد.