الثلاثاء 19 مارس 2024 05:01 صـ 9 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«زي اليوم ده» عرابي يقود المصريين للمطالبة بحقوقهم

عرابي و الخديو توفيق
عرابي و الخديو توفيق

الثورة العرابية هي الثورة التي قادها أحمد عرابي خلال عام 1879حتى1882 ضد الخديوي توفيق والتدخل الاجنبي في مصر وقد عرفت  آنذاك بـ« هوجة عرابي».

أسباب الثورة

وقد اندلعت الثورة العرابية لعدة أسباب في مقدمتها تعنت عثمان رفقي ناظر الجهادية في ذلك الوقت مع الضباط المصريين ومنع ترقيتهم، والسماح بترقية الضباط الجراكسة ،علاوة على سوء أحوال البلاد الاقتصادية وبيع حصة مصر في أرباح قناة السويس،وزيادة التدخل الأجنبي في شئون البلاد، مما أدى لتأجيج الغضب في صدور العرابين.

حادثة قصر النيل

فتقدم عرابي وزملائه الى رياض باشا رئيس الحكومة بعريضة مطالبين فيها بعزل عثمان رفقي ، فما كان من رياض باشا الا الزج بهم في سجن قصر النيل، لتتحرك قوة من الجيش بقيادة زميلهم محمد عبيد وتقتحم السجن وتفرج عن عرابي وزملائه ويتوجهوا نحو قصر عابدين للمطالبة بعزل عثمان رفقي ويوافق الخديو توفيق ويتم تعين محمود سامي البارودي وزيرا الجهادية.

مظاهرة عابدين 

ارتفاع شأن عرابي كزعيم وطني مناهض للنفوذ الأجنبي،و في9 سبتمبر 1881 وصلت الثورة العرابية إلى ذروتها حيث تحركت جميع الوحدات العسكرية المتمركزة في القاهرة إلى ميدان عابدين مع أحمد عرابي، وصاحبها خروج للشعب المصري.

وصل عرابي إلى قصر عابدين ليخرج له الخديو توفيق وبرفقته القنصل البريطانى والمراقب المالى البريطانى، وهنا يطالب عرابي بمطالب الامه وهى زيادة عدد الجيش ليصل إلى 18الف جندى،اسقاط وزارة رياض باشا المستبدة،انشاء مجلس نواب.

ويرفض الخديو توفيق في البداية تلك المطالب قائلا "لقد ورثت  تلك البلاد عن أبائي واجدادى ،وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا"، ليرد عرابي بمقولته الشهيرة"لقد خلقنا الله أحرارا ، ولم يخلقنا تراثا أو عقارا ، والله الذى الا اله الا الله لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم".

ليضطر الخديو في النهاية لقبول المطالب ويتم إسقاط وزارة رياض باشا ويتولى شريف باشا الذى كان مشهوداً له بالوطنية والنزاهة فألف وزارته في ١٤ سبتمبر ١٨٨١.

لتتوالى الأحداث بعد ذلك حيث تصارع شريف باشا مع مجلس النواب بسبب رغبتهم في مناقشة الميزانية وحرص شريف باشا على عدم الاصطدام مع انجلترا وفرنسا متبعا سياسة تروى الامور،الا أنه في النهاية اضطر لتقديم استقالته لتمسك مجلس النواب بمطلبه.

وزارة الثورة

ويتم إسناد الوزارة إلى محمود سامي البارودي ويكون فيها عرابي وزير الجهادية  وتحاول كلا من انجلترا وفرنسا عرقلة الثورة من خلال إرسال المذكرة المشتركة الأولى والثانية لتأييد الخديو ضد الحركة الوطنية وابداء رغبتهم في إقالة البارودى ونفي عرابي.

فيتقدم البارودى باستقالته ويستمر عرابي في منصبه كوزير الجهادية وتظل البلاد بلا وزارة لمدة أسبوعين حتي يتم تعين راغب باشا.

احتلال مصر

 سعت انجلترا لاحتلال مصر بخلق ذريعة للتدخل من خلال زعمها أن عرابي غير قادر على توفير الأمن والأمان في مصر، حيث اشتعلت أزمة بين أحد الأجانب في الإسكندرية وأحد المصريين وينتج عنها الكثير من الضحايا في الجانبين وتحاول الدولة العثمانية السيطرة على الأمور بصفتها حاكمة لمصر إلا أن  بريطانيا قامت بضرب الإسكندرية واحتلالها.

هزيمة العرابيبن وفشل الثورة

ورغم ثبات العرابيبن وخيانة الخديو توفيق ومؤازرته للاحتلال وإعلانه عزل عرابي وعصيانه ، الا أن الشعب المصري تمسك بعرابي مدافعا عن حقوقه ومتحدثا باسمه، حتى نال عرابي هزيمة هو وجيشه في معركة التل الكبير نتيجة لخداع ديليسبس له وسماحه للقوات البريطانية بعبور قناة السويس ومنها التل الكبير وملاقاة عرابي هناك هزيمتهم.

 ليتم محاكمة العرابين، ويتم نفي  عرابي  في ٣ ديسمبر ١٨٨٢ إلى جزيرة سرنديب (سيلان) أو سريلانكا حالياً،  وتنتهى الثورة العرابية ،وتدخل القوات البريطانية القاهرة، وتظل مصر محتلة  لمدة ٧٤ عاماً.