جريدة الديار
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 01:35 مـ 18 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”نبوءات الموت وأوهام القوة: رد على خطاب الكراهية”

في عالمٍ يئنّ تحت وطأة الصراعات والانقسامات، يطل علينا من حينٍ لآخر أصواتٌ ناعقة تحمل في طياتها بذور الفتن والكراهية، تصريحات الحاخام المتطرف الأخيرة، والتي تستند إلى تأويلات مشوهة للنصوص الدينية،مستندا إلى آية في كتاب التوراة في سفر الخروج تقول: "وأجعل المصريين يحاربون المصريين" في إشارة إلى أنه يجب بث التصارع والفتن بين الدول الإسلامية حتى يحاربوا بعضهم البعض والقضاء عليهم بأنفسهم، ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة طويلة من المحاولات لتأليب الشعوب وتبرير العنف، إن هذا الخطاب المتطرف، الذي يستهدف المسلمين، ليس مجرد هراء بل هو محاولة خطيرة لتشويه صورة الإسلام وتأجيج الصراعات الطائفية.

الحقيقة و المنطق

إن الادعاءات التي يروج لها هذا الحاخام مبنية على أسس واهية، وتفتقر إلى أي أساس منطقي أو تاريخي، فاستخدامه للآيات الدينية لتبرير العنف والكراهية هو تحريف صريح للدين، وتشويه لمعانيه السمحة. كما أن ربطه بين الأحداث الجارية ونبوءات غامضة هو محاولة يائسة لتقويض الثقة في الحقيقة والمنطق.

خطاب الكراهية: سلاح ذو حدين

إن خطاب الكراهية، مهما كان مصدره، هو سلاح ذو حدين، فهو لا يؤذي الآخرين فحسب، بل يؤذي أيضًا أولئك الذين يروجون له، فمن يزرع بذور الكراهية يحصد العنف والدمار، إن التاريخ حافل بأمثلة على الحروب الدينية التي دمرت الحضارات وشردت الشعوب، وكل ذلك بسبب خطابات تحريضية مشابهة للخطاب الذي نسمعه اليوم.

الدين والسياسة

إن محاولة ربط الدين بالسياسة، كما يفعل هذا الحاخام، هي وصفة أكيدة للصراع والدمار. فالدين هو علاقة شخصية بين الإنسان وخالقه، والسياسة هي فن إدارة شؤون المجتمع، وعندما يتم خلط هذين الأمرين، فإن النتيجة تكون كارثية.

رسالة إلى الحاخام

إلى الحاخام المتطرف، أقول لك إنك بذلك الخطاب العنيف لا تمثل سوى نفسك وأمثالك من المتطرفين. إنك لا تمثل الدين اليهودي ولا قيمه السمحة،الدين الحقيقي يدعو إلى المحبة والسلام والتعايش، وليس إلى الكراهية والعنف.

التسامح والاحترام

إن مواجهة خطاب الكراهية والتطرف يتطلب منا جميعًا أن نكون أكثر وعياً وحكمة،يجب علينا أن نرفض كل أشكال التطرف، وأن نعمل على بناء مجتمعات قائمة على التسامح والاحترام المتبادل. إننا ندعو جميع الأديان والثقافات إلى التعاون من أجل بناء عالم أكثر سلاماً وعدلاً.

أسئلة مفتوحة للقارئ:

  • كيف يمكننا مواجهة خطاب الكراهية والتطرف في عالمنا المعاصر؟
  • ما هو دور الأديان في بناء عالم أكثر سلامًا وتسامحًا؟
  • كيف يمكننا تحقيق التعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأديان؟