جريدة الديار
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 10:54 صـ 3 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حماس تصدر بيانا تفصيليا ردا على تقرير هيومان رايتس ووتش الكاذب

أصدرت حركة حماس، اليوم الأربعاء، بيانا يرفض ما تضمنه تقرير هيومان رايتس ووتش من أكاذيب وانحياز فاضح للاحتلال الإسرائيلي، وافتقاد للمهنية والمصداقية، وطالبت بسحبه والاعتذار عنه.

وقالت حماس في بيانها، عبر قناتها على تليجرام: "بعد 285 يوما من الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والتي لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلا، وبعد أن صار الاحتلال الإسرائيلي موسوما بالإرهاب وارتكاب الإبادة الجماعية من قبل المجتمع الدولي والمحاكم الدولية.

وأضافت: يأتي تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش ليردد الأكاذيب التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي وآلته الإعلامية في بداية الأحداث لتبرير جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وضمان الدعم الدولي، لكنه تراجع عنها بعد افتضاحها وبيان زيفها".

وتابعت حماس: "لقد تبنى تقرير هيومان رايتس ووتش الرواية الإسرائيلية كلها، وابتعد عن أسلوب البحث العلمي والموقف القانوني المحايد، فصار أشبه بوثيقة دعائية إسرائيلية".

أكاذيب هيومان رايتس ووتش

وردا على تقرير هيومان رايتس ووتش، أكدت حماس التالي:

أولاً: بدأ التقرير بالحديث بأسلوب درامي مؤثر عن شخص إسرائيلي أصيب بحروق في أحداث السابع من أكتوبر، وختم بالحديث عن امرأة تأثرت نفسياً من الأحداث، ولم يتطرق التقرير لما أصاب الشعب الفلسطيني في غزة من قتل وتدمير وتجويع وعذاب فاق الخيال، في تكريس لفكرة التمييز العنصري بين البشر.

وتابعت: "لقد فاق عدد الشهداء والجرحى 120 ألفاً حتى اليوم، وتم تدمير المستشفيات والجامعات والمدارس والبنية التحتية بشكل كامل، وما زال الاحتلال يواصل جرائمها بدعم أمريكي وغربي كامل، ولم يجد التقرير أن هذا كله يستحق الذكر".

ثانيا: يصر تقرير هيومان رايتس ووتش على اعتبار يوم السابع من أكتوبر بداية القصة، ويهمل ما قبله وكل ما عاناه الشعب الفلسطيني من حروب وقتل وتعذيب وحصار، ونستهجن أن تقع مؤسسة تدافع عن حقوق الإنسان في هذا الخطأ.

وأشارت الحركة إلى أن الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال الإسرائيلي لديه الحق في المقاومة بكل الوسائل، وليس من حق المعتدي المحتل حق الدفاع عن النفس، فهذا ما تضمنته الشرائع السماوية والاتفاقيات الدولية.

ثالثا: يتحدث التقرير عما وصفه (الجرائم) التي ارتكبتها الفصائل الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر - حسب زعمه - لكنه يتجاهل عن عمد الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في اليوم نفسه ضد الأهالي في غزة، بل ضد المدنيين الإسرائليين الذين تم قصفهم مع المقاتلين الفلسطينيين بالطائرات وقذائف الدبابات حسب التقارير الإسرائيلية نفسها، وهو ما حدث أيضا مع الحفل الموسيقي الذي قصفته الطائرات والدبابات الإسرائيلية، وأحرقت آلاف السيارات بوسائل وأسلحة لا تمتلكها المقاومة الفلسطينية.

رابعا: يؤكد معدو التقرير انحيازهم اللاإنساني عند الحديث عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، ويؤكدون في أكثر من موضع في التقرير على ضرورة الإفراج الفوري عنهم ويدعون الدول التي لها علاقة بحماس والفصائل الفلسطينية مثل قطر وتركيا وإيران إلى ممارسة الضغوط على المقاومة الفلسطينية للإفراج عنهم، لكنهم لا يطلبون الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال الذين يتعرضون للتعذيب والقتل والتجويع والإذلال في سجون الاحتلال، بل يقدم التقرير تبريراً للاحتلال بتسميتهم (الذين تعتقلهم إسرائيل للاشتباه بعلاقتهم بهجمات 7 أكتوبر)؟!!

خامسا: يقول التقرير إن المقاتلين الفلسطينيين ارتكبوا أعمال تعذيب وسوء معاملة بحق الأفراد الذين أسروهم، ومنهم أولئك الذين أخذوا رهائن، إن أي عاقل رأى الأسرى الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم المقاومة الفلسطينية وراقب كيف تعاملت معهم أو سمع حديثهم للإعلام يدرك حجم الكذب الذي احتواه التقرير، وفي المقابل لم يذكر التقرير شيئا عن أوضاع الأسرى الفلسطينيين لدى الكيان الفاشي، وكيف يكون وضعهم المأساوي عند الخروج من الأسر.

سادسا: وأكبر الأكاذيب التي احتواها التقرير تلك المتعلقة بما سماه (الاغتصاب والعنف الجنسي)، دون أن يذكر أي دليل يُعتد به على تلك التهم الباطلة، بل اعترف التقرير في الفقرة نفسها: (لم تتمكن هيومان رايتس ووتش من جمع معلومات يمكن التحقق منها من خلال مقابلات مع ضحايا الاغتصاب أو شهود عليه أثناء هجوم 7 أكتوبر)، ويضيف أيضا:(طلبت هيومان رايتس ووتش الوصول إلى معلومات حول العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي بحوزة الحكومة الإسرائيلية لكن لم تتم الموافقة على هذا الطلب، أي أن التقرير يصر على إدانة قوى المقاومة بتهم (الاعتداء الجنسي) دون وجود أدلة حسب اعترافه.

إلتزام حماس

وأكدت حماس في بيانها، على إلتزامها بمنظومة قيم ومبادئ نابعة من الدين الإسلامي، وإحترام القانون الدولي الإنساني، لأن الشعب الفلسطيني دفع وما زال يدفع ثمنا باهظا جراء إهدار القانون الدولي وامتهانه من قبل حكومة الاحتلال وداعميها.

وقال حماس: "إننا لا ندعي العصمة لنا ولا لكل قوى شعبنا، ونحن جاهزون دائما لمراجعة أي سلوك خاطئ - إن وُجد - ومحاسبة من يخرج عن قيمنا، وسنفعل ذلك عند انتهاء المعركة، لكننا لن نقبل الأكاذيب التي تستهدف شعبنا ومقاومته".

وأضافت الحركة، أن الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة يصرون على حقهم في المقاومة لتحرير أرضهم الفلسطينية، وليعيش الشعب حراً كريما في أرضه.

وحمالت حماس منظمة هيومان رايتس ووتش المسؤولية عن هذا التقرير الذي يبرر جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ويسوغ استمرارها، ويسيء إلى سمعتها، كما يسيء إلى الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة، داعيه إياها إلى سحب التقرير والاعتذار عنه.