تعاون مصرى إماراتي في مجال تدوير المخلفات الصلبة
توجهت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إلى إمارة الشارقة في زيارة ميدانية لمقر مجموعة بيئة الإماراتية المُتخصصة في إعادة التدوير والاستدامة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لبحث سُبل تعزيز التعاون المشترك مع الشركة في تنفيذ منظومة إدارة المُخلفات البلدية والطبية في مصر، وتحويل المُخلفات لطاقة.
وذلك بحضور المهندس خالد عباس، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، وسعادة الدكتور حسام إسماعيل، القنصل العام لجمهورية مصر العربية في دبي، والأستاذ ياسر عبد الله مساعد الوزيرة والقائم بأعمال رئيس جهاز تنظيم إدارة المُخلفات، والأستاذة ياسمين سالم مساعد الوزيرة للتنسيقات الحكومية.
وإستقبل الدكتورة ياسمين فؤاد والوفد المرافق لها، سعادة الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية بإمارة الشارقة، وسعادة عمر خلفان بن حريمل الشامسي، رئيس دائرة شئون البلديات، وخالد الحريمل، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة بيئة، وفهد شهيل المدير التنفيذي لقطاع البيئة، وزهير صبرة المدير التنفيذي لقطاع الإستثمار، والسيد جمال الجيران مُمثل إمارة الشارقة، محمد الحسني المدير التنفيذي للإستدامة بالشركة.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، على أن تلك الزيارة تأتى في إطار حرص الدولة المصرية على التعرف على أفضل التجارب لتنفيذ منظومة مُتكاملة لإدارة المُخلفات، وتشجيع الإستثمار في كافة مراحل المنظومة من جمع ونقل وتدوير لكافة أنواع المُخلفات سواء البلدية أو الزراعية أو الطبية أو الهدم والبناء، لافتة إلى أن إدارة المُخلفات بأنواعها تقع ضمن المجالات الإستثمارية المُستفيدة من الحوافز الخضراء في قانون الإستثمار الجديد.
وأشادت الدكتورة ياسمين فؤاد، بالتعاون المُثمر مع الشركة خلال السنوات الماضية في تنفيذ عدد من الأنشطة والمشروعات والمُساهمات التي قدمتها شركة "بيئة" في مصر، ومنها المشروع المُشترك مع شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية لإدارة منظومة المُخلفات بالعاصمة الإدارية الجديدة، والشراكة أيضًا في تولي مهمة إدارة منظومة المُخلفات بمدينة شرم الشيخ أثناء إستضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 في ٢٠٢٢، مُؤكدة على أن الزيارة تهدف إلى ترسيخ العلاقات المُشتركة وبحث آفاق التعاون تحقيقًا لأهداف الإستدامة، والتنمية الإقتصادية، والحياد الكربوني.
و إستمعت وزيرة البيئة، خلال زيارتها لعرض تفصيلي حول وضع الشركة بالإمارات وخارجها ورأس مال الشركة والإستثمارات الخاصة بمنظومة إدارة المُخلفات، وأعمال الشركة ومُساهماتها في منظومة إدارة المُخلفات وتحويلها لطاقة، ونوع التكنولوجيا المُستخدمة، والمشروعات والخدمات المُبتكرة التي تقدمها مجموعة بيئة، بالإضافة إلى مرافقها المتطورة وخاصة محطة الشارقة لتحويل المُخلفات إلى طاقة.
و قامت الدكتورة ياسمين فؤاد، خلال الزيارة بالإطلاع على عدد من التجارب الإماراتية في مجال الإدارة المُتكاملة للمُخلفات، حيث تفقدت شركة تنظيف المسئولة عن منظومة الجمع والنقل ونظافة الشوارع بالشارقة، كما تفقدت النماذج الخاصة بعمليات تجميع المُخلفات، ونماذج للحاويات الخاصة بعملية الفصل بجانب المُعدات المُستخدمة في عمليات الجمع والنقل ونظافة الشوارع، كما تم تفقد المراكز الخاصة بتجميع زيوت الطعام.
كما تضمنت الزيارة قيام الدكتورة ياسمين فؤاد، بزيارة مصنع تحويل المُخلفات لطاقة بالشارقة والتعرف على التكنولوجيا المُستخدمة، حيث يتم استخدام المُخلفات بعد فصلها، وتُعدّ المحطة شراكة بين شركتي بيئة وشركة مصدر الإماراتية، كما تم تفقد نموذج كامل لتدوير مُخلفات الهدم والبناء بداية من عملية الفصل حتى المنتج النهائي، كما تم تفقد المصنع الخاص بالمُعالجة البيولوجية الميكانكية الخاصة بإنتاج الوقود البديل RDF من المُخلفات الصناعية والتجارية والبلدية، وأيضًا تم تفقد عمليات إنتاج السماد العضوي سواء الناتج من عملية فرم المُخلفات الزراعية أو المُخلفات العضوية.
كما قامت الدكتورة ياسمين فؤاد، بتفقد عملية فرم المُخلفات الزراعية وتحويلها إلى وقود حيوي أو وقود بديل لمصانع الأسمنت والتعرف على كيفية الوصول إلى أعلى قيمة حرارية للمنتج الخاص بالوقود البديل لتلك المُخلفات لضمان الاستخدام الأمثل داخل مصنع الأسمنت، كما تم تفقد الموقع الخاص بالمُخلفات الطبية والاطلاع على عمليات الفرم والتعقيم لتلك المُخلفات، والسيارات الخاصة لتجميع المُخلفات الطبية، وتفقد الجزء الخاص بالمدفن القديم للمخلفات البلدية بالشارقة والذي تم إغلاقه إغلاقًا كاملًا، حيث تم الاطلاع على إجراءات الغلق.
وعرضت وزيرة البيئة، خلال الزيارة عددًا من الفرص الاستثمارية في مجال المُخلفات الطبية والزراعية وتحويل المُخلفات إلى طاقة، وأبدت شركة بيئة موافقتها على ضخ مزيد من الاستثمارات في هذه المجالات، وسيتم عقد عددًا من الاجتماعات مع الوزارات المعنية لضمان ضح تلك الاستثمارات في مجال الإدارة المُتكاملة للمُخلفات وتسهيل كافة الإجراءات خلال الفترة القادمة.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن مصر استطاعت خلال الخمس سنوات الماضية أن تقطع شوطًا كبيرًا في بناء بنية تحتية لمنظومة مُتكاملة للمُخلفات، وتعمل على استكمالها في كافة محافظات الجمهورية بمتابعة مُستمرة من القيادة السياسية وتكليفات مُباشرة من الرئيس السيسي بضرورة وجود منظومة مُتكاملة لإدارة المُخلفات، وتم التعاون مع جهات عديدة في هذا الملف، حيث شَملت المنظومة عِدة برامج وهي إنشاء البنية التحتية "مدافن، ومصانع، ومحطات وسيطة".
كما تضمنت أيضًا برامج التشغيل، بالتوازي مع توفير المناخ الداعم لإنجاح المنظومة، حيث تم العمل على إشراك القطاع الخاص في عمليات الجمع والنقل والدفن والتدوير وعمليات النظافة، إضافة إلى العمل على دمج القطاع غير الرسمي بالمنظومة، وتوفير التأمين الاجتماعي والصحي لهم.
وأشار إلى ما حققته مصر من تقدم كبير في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى التشريعات البيئية بشكل عام، ومجال إدارة المُخلفات بشكل خاص، وكانت تشكل أولوية وطنية، والنجاح في إصدار قانون رقم 202 لسنة 2020 الخاص بـ إدارة المُخلفات، التي تقوم فلسفته على فكرة الاقتصاد الدائري، لافتة إلى إن وزارة البيئة المصرية حققت خطوات ناجحة في المواءمة مع قطاع الصناعة، من خلال دخول شركات الأسمنت في مجال تدوير المُخلفات والتوسع في إنتاج الوقود البديلة واستخدامه.