موجة بيع ديون ناشطة في الأسواق الناشئة
شهدت أسواق السندات أمس الثلاثاء اندفاعاً ملحوظاً من قبل حكومات الدول النامية، حيث سعى العديد منها إلى اغتنام فرصة انخفاض العائدات لجمع الأموال من خلال إصدارات جديدة.
وقد اتسم هذا اليوم بكونه واحدًا من أكثر الأيام ازدحامًا بمبيعات الديون في العام الحالي، مما يعكس رغبة قوية في الاستفادة من الظروف المواتية في السوق.
صفقة سندات متعددة الآجال بالدولار
وتصدرت جمهورية الدومينيكان المشهد من خلال إصدارها صفقة سندات متعددة الآجال بالدولار الأمريكي، بينما انضمت إليها الإمارات العربية المتحدة بعرض سندات بقيمة 1.5 مليار دولار، وهي أول صفقة ديون لها منذ سبتمبر الماضي.
وشهدت آسيا أيضًا نشاطًا مكثفًا، حيث قامت كل من إندونيسيا وكوريا الجنوبية بإصدار سندات مقومة بالدولار الأمريكي.
وتأتي هذه الموجة من مبيعات الديون في سياق عام يتميز بانخفاض ملحوظ في عائدات السندات.
فقد انخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بأكثر من 10 نقاط أساس حتى الآن في يونيو.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى توقعات بأن تباطؤ التضخم سيؤدي إلى قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
الدول النامية
وتسعى العديد من الدول النامية إلى الاستفادة من هذه الظروف المواتية من خلال إصدار الديون بينما لا تزال العائدات منخفضة.
ويُعدّ هذا فرصة جيدة بالنسبة لهم لجمع الأموال اللازمة لتمويل مشاريعهم وبرامجهم الإنفاقية دون تحمل تكاليف اقتراض مرتفعة.
ومن بين الدول النشطة في سوق إصدارات الديون نجد البرازيل وترينيداد وتوباغو، بالإضافة إلى العديد من الشركات في الأسواق الناشئة.
وتشير هذه المشاركة الواسعة النطاق إلى وجود شهية قوية للاقتراض في هذه الأسواق، مدفوعة بتفاؤل حيال التوقعات الاقتصادية المستقبلية.
عودة الثقة إلى الأسواق الناشئة
تُقدم موجة مبيعات الديون الحالية في الأسواق الناشئة دلالة واضحة على عودة الثقة إلى هذه الأسواق.
وتُعدّ انخفاضات العائدات وتوقعات تخفيف السياسة النقدية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي عوامل رئيسية تدفع هذه الموجة من النشاط.
وبينما تستمر الظروف المواتية، من المرجح أن نشهد المزيد من إصدارات الديون من قبل الدول والشركات في الأسواق الناشئة في الفترة القادمة.