”حرب التكنولوجيا”.. أوروبا تُعلن المواجهة وترامب يُهدد بالرد!

في مشهد يُذكر بأيام الحروب التجارية بين العملاقين الاقتصاديين، يستعد الاتحاد الأوروبي لضربة اقتصادية كبرى تستهدف عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين آبل وميتا وجوجل، بينما دونالد ترامب يلوح بالرد بعقوبات "ستُدمر أوروبا" – كما وصفها.
فهل نشهد بداية حرب تجارية جديدة؟
ولماذا تُصر بروكسل على خوض هذه المعركة رغم المخاطر؟
الضربة القادمة: غرامات "تقتل" أرباح التكتل الأمريكي
بحلول الأسبوع المقبل، قد تُعلن المفوضية الأوروبية عن عقوبات هي الأقسى في التاريخ ضد الشركات التكنولوجية، تشمل:
غرامات تصل إلى 10% من إيراداتها العالمية (ما يعادل مليارات الدولارات).
إجبار "آبل" على فتح نظامها المغلق، مما يُهدد هيمنتها على سوق التطبيقات.
تقييد جمع البيانات من مستخدمي فيسبوك (ميتا) في أوروبا.
المفارقة، هذه القوانين – رغم أنها تقنياً لـ"حماية المنافسة" – تأتي في توقيت سياسي حساس:
ترامب يشن هجوماً عنيفاً على أوروبا، واصفاً قراراتها بـ"الابتزاز".
واشنطن تهدد بفرض رسوم جمركية انتقامية على السيارات والأغذية الأوروبية.
لماذا تخاطر أوروبا بغضب أمريكا؟
السيادة الرقمية: بروكسل ترفض أن تظل سوقاً مفتوحاً دون قواعد لشركات التكنولوجيا الأمريكية.
الضغط الشعبي: المواطنون الأوروبيون غاضبون من احتكار البيانات والضرائب المتجنبة لهذه الشركات.
رهان اقتصادي: العقوبات قد تُدر مليارات تُنقذ اقتصاد أوروبا الراكد.
لكن الخطر الأكبر؟
أن تتحول المعركة القانونية إلى حرب اقتصادية شاملة، خاصة أن ترامب – المعروف بتصعيده للصراعات – قد يرد بتجميد استثمارات أمريكية في أوروبا، أو حتى دعم انسحاب شركات التكنولوجيا من السوق الأوروبي.
سيناريوهات المواجهة: من سينتصر؟
الأسوأ: حرب تجارية تُعطل سلاسل التوريد العالمية وتُرهق الأسواق.
الأفضل: تفاوض سري بين الطرفين ينتج عنه "هدنة رقمية" بتسويات خفية.
المفاجئ: انقسام داخل أوروبا نفسها، حيث دول مثل أيرلندا (مقر آبل في أوروبا) قد تعترض على العقوبات.
كلمة السر: "آبل"
الشركة التي أشاد بها ترامب مؤخراً قائلةً "هي أمريكا العظيمة!" أصبحت ورقة الضغط الكبرى:
إذا عاقبتها أوروبا، ستكون الرسالة واضحة: "لن نسمح بالهيمنة الأمريكية".
إذا تراجعت، فسيفقد الاتحاد الأوروبي مصداقيته كمنظم للأسواق.
المعركة ليست تقنية أو قانونية، بل سياسية وجودية.
فبينما تُحاول أوروبا فرض قوتها كقطب رقمي مستقل، تُصر أمريكا على أن "التكنولوجيا هي إمبراطوريتها الجديدة".
والسؤال الآن: هل سنشهد انهياراً للتعاون الغربي.. أم صفقة خلف الكواليس؟