جريدة الديار
السبت 16 نوفمبر 2024 03:40 مـ 15 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الكشف عن مقابر عائلية من العصور المتأخرة واليونانية والرومانية بداخلها مومياوات بمنطقة ضريح الأغاخان غرب أسوان.

جانب من الكشف
جانب من الكشف

نجحت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة والعاملة في محيط ضريح الأغاخان غرب أسوان، في الكشف عن عدد من المقابر العائلية التي لم تكن معروفة من قبل والتي ترجع للعصور المتأخرة واليونانية الرومانية.

وصرح بذلك الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مؤكدا على أهمية هذا الكشف حيث أنه يضيف تاريخا جديدا لمنطقة الأغاخان، لاسيما وأن بعض من المقابر المكتشفة لاتزال تحتفظ بداخلها بأجزاء من مومياوات وبقايا الأدوات الجنائزية، الأمر الذي ساهم في معرفة المزيد من المعلومات عن تلك الفترة وبعض الأمراض المنتشرة خلالها، كما ينبئ بالكشف عن المزيد من المقابر بالمنطقة.

33 مقبرة

وقال الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الأثرية المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن عدد المقابر المكتشفة يبلغ نحو 33 مقبرة جميعها من العصر المتأخر والعصرين اليوناني والروماني، موضحاً أن الدراسات التي تمت على بقايا المومياوات داخلها تشير إلى أن ما يقرب من 30% أو 40% من الذين دفنوا بها قد ماتوا في سن الشباب أو من حديثي الولادة حتى سن البلوغ.

أوضح من جانب التخطيط المعماري للمقابر المكتشفة أن البعض منها له مدخل مقبي يتقدمه فناء مفتوح محاط بحوائط من الطوب اللبن، أما البعض الآخر فهو منحوت مباشرة في صخر الجبل.

موائد القرابين

وأفاد الدكتور عبد المنعم سعيد المشرف العام على آثار أسوان والنوبة ومدير البعثة الأثرية من الجانب المصري أنه من بين ما تم الكشف عنه داخل المقابر عدد من المومياوات من بينهما مومياء لأحد البالغين ربما لسيدة، وطفل من المحتمل أن يكون قد توفي عن عمر السنة أو السنتين ومازال الجسدين متلاصقين بعضهما البعض داخل تابوت حجري، وهو ما سوف تعمل البعثة على دراستهما في الفترة القادمة لمعرفة العلاقة بينهما، بالإضافة إلى بعض بقايا الكارتوناج الملون والأشكال المشكلة من الطين المحروق والأحجار والتوابيت الخشبية وموائد القرابين.

وأشار إلى أنه من خلال تلك الشواهد، فمن المرجح أن الطبقة الوسطى من سكان جزيرة أسوان قد تم دفنهم في هذا الجزء من الجبانة، بينما الجزء الأعلى من الجبانة قد تم تخصيصه لدفن الطبقة العليا، لافتا إلى أنه تم إجراء العديد من الدراسات والتحاليل بالأشعة باستخدام أحدث التكنولوجيا على المومياوات التي تم اكتشافها لمعرفة الصورة الكاملة لها من حيث شكل الوجه وتحديد الجنس والعمر عند الوفاة وعما إذا كانت الوفاة نتيجة إلى مرض عضوي من عدمه.

موقع أثري مهم

وأفادت الدكتورة باتريتسيا بياتشنتي، أستاذة علم الآثار المصرية بجامعة ميلانو ومدير البعثة من الجانب الإيطالي، أنه اتضح من الدراسات الأولية على المومياوات أن منهم من ماتوا في سن الشباب ومنهم من ماتوا وهم حديثي الولادة حتى سن البلوغ، كما أن البعض منهم كان يعاني من أمراض معدية، والبعض الآخر كان يعاني من بعض الاضطرابات العظمية حيث تبين أن الحوض عند بعض النساء البالغين ظهرت به علامات البتر والدليل على ذلك هو وجود بعض الصدمات العظمية، لافتة إلى أن بعض المومياوات ظهرت بها علامات فقر الدم وسوء التغذية والأمراض الصدرية والدرن وعلامات هشاشة العظام.

وأوضحت أن بعض حالات الوفاة كانت في سن متأخرة وكان بعضها يعاني من بعض أمراض العظام الشديدة أكدت أن البعثة سوف تستمر في أعمالها بالموقع، في محاولة للكشف عن المزيد عن هذا الموقع الأثري المهم