مصر تواجه الأمواج الاقتصادية والجيوسياسية
في ظل تحديات اقتصادية غير مسبوقة ، تعيش مصرأزمة تتشابك فيها الأوضاع المحلية والتوترات الجيوسياسية ، محدثة اهتزازات قوية في الاقتصاد وحياة المواطن اليومية، تصاعدت هذه الأزمة نتيجة لتداخل عدة عوامل ، منها النقص الحاد في السيولة الدولارية، الذي ألقى بظلاله على كافة القطاعات الاقتصادية .
تدهور القيمة السائدة للعملة المحلية
تفاقمت الأوضاع مع انخراط مصر في متاهات التوترات الجيوسياسية في المنطقة، حيث أصبحت التأثيرات المحلية جزءًا لا يتجزأ من المشهد الإقليمي ، تداعت موجات الصدمات الناجمة عن الأحداث الدولية، متسارعة مع تراجع تحويلات العاملين في الخارج والصادرات،وعدم قدرة الحكومة على توفير الدولار، لتكون النتيجة الوحيدة هي تدهور القيمة السائدة للعملة المحلية أمام الدولار، حيث بلغت الفجوة بين السوق السوداء والسعر الرسمي مستويات لم نشهدها من قبل، حيث يبلغ سعر الصرف الرسمي 30.9 جنيه للدولار في البنوك، بينما تجاوز السعر في السوق السوداء مستوى 70 جنيهاً خلال الأيام القليلة الماضية.
القطاع الصناعي
القطاع الصناعي، الذي يعتبر عصب الاقتصاد، يواجه تحديات هائلة، تأثر بارتفاع الأسعار العالمية وتوقف سلاسل الإمداد بسبب الأحداث العالمية والقرارات المحلية، فضلاً عن تأثير قرار الاعتماد على الاعتمادات المستندية.
يئن المصنعون تحت وطأة أزمة الدولار، متنقلين بين صعوبات الإنتاج وتسارع وتيرة الإفلاسات المتوقعة.
تأثير هذه الأزمة على المواطن البسيط
السيناريو الأكثر إلحاحًا يتمثل في تأثير هذه الأزمة على المواطن البسيط، الذي يشهد انكماشاً في القوة الشرائية، وبالتالي، انخفاض في حجم الطلب على السلع والخدمات، يقف محمد البهي، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، معبرًا عن قلقه إزاء تأثير هذه الأزمة على التنافسية الدولية للمنتجات المصرية، والخسائر التي منيت بها الشركات المحلية،أزمة نقص الدولار تسببت في ارتفاعات قياسية طالت جميع السلع والمنتجات بالبلاد، وفي مقدمتها سلع أساسية على رأسها الزيت والسكر والأرز والبيض واللبن واللحوم والبقوليات، والحديد والسيارات.
إن إدارة هذه الأزمة تتطلب تضافر الجهود على كافة الأصعدة، سواء من قبل الحكومة أو القطاع الخاص، لا بد من اتخاذ إجراءات جادة لتعزيز الصناعة المحلية، وتحفيز التصدير، وتيسير إجراءات تحسين سيولة الدولار.
هل تستطيع الحكومة الحالية أن تدير هذه الأزمة بحكمة وفعالية؟
في النهاية، تظل مصر على قلب العاصفة، تحتضن تحدياتها بروح الصمود والإصرار. يبقى السؤال الملح بمكانه: هل تستطيع الحكومة الحالية أن تدير هذه الأزمة بحكمة وفعالية؟ وهل يمكن للمصريين تحمل الأعباء المالية لفترة أطول؟ الأمور معقدة، ولكن الأمل موجود في استمرار تلاحم الشعب والحكومة لتجاوز هذه الأزمة الاقتصادية والجيوسياسية.