”العرابي” يكشف لـ”بوابة الأهرام” الإشارات الإستراتيجية والدبلوماسية ببيان مجلس الأمن القومي
قال محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إن اجتماع مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء ليؤكد على سلسلة من الأمور الاستراتيجية لضمان الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وخفض التصعيد الراهن بين الاحتلال الإسرائيلي من جانب وفصائل المقاومة الفلسطينية من جانب آخر.
وأوضح العرابي في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أن الاجتماع كان له أهداف أخرى أهمها دراسة تأثير الصراع الدائر حاليا بين إسرائيل المدعومة أمريكيا وقوى المقاومة الفلسطينية على الأمن القومي المصري والإجراءات المصرية لضمان الحفاظ على مقتضيات الأمن القومي المصري.
وأشار وزير الخارجية الأسبق، إلى أن البيان الصادر عن الاجتماع والذي جاء في 6 نقاط أساسية اتسم بالدبلوماسية رغم قوته، موضحا أن البيان حدد سبل إنهاء حالة الصراع في المنطقة وتأثيراتها على أمن مصر القومي.
وأكد العرابي أن البيان أعاد التذكير بثوابت مصر بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والمتمثلة في أن الشعب الفلسطيني له دولة وحدود دولته الرابع من يونيو 1967 وعاصمة الدولة الفلسطينية القدس الشرقية.
وأضاف العرابي: "بيان مجلس الأمن القومي حذر من محاولة البعض تصفية القضية الفلسطينية وأن مصر ستظل داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن البيان أكد أنه لا استقرار في الشرق الأوسط دون حل لتلك القضية وإعطاء الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم.
ولفت الدبلوماسي المصري السابق، إلى أن قوة البيان جاءت في نقطتين أولها التذكير بأن الشعب الفلسطيني لا يجب أن تحل قضيته على حساب دول الجوار كما يسعى ويخطط البعض، موضحا أن ذلك سيكون له عواقب وخيمة.
ونوه العرابي: "كما أن قوة البيان الصريحة جاءت في وضع مجلس الأمن القومي المصري خط أحمر حيال محاولة البعض الإضرار بأمن مصري أو الدفع تجاه حل القضية الفلسطينية على حساب الدولة المصرية.
وشدد وزير الخارجية الأسبق على أن دعوة مجلس الأمن القومي المصري لعقد مؤتمر إقليمي دولي لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط، هدفه وضع جميع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في تلك القضية أمام مسئوليتهم لتجنب السيناريو الأسوأ والمتمثل في الانزلاق بالمنطقة في حرب إقليمية ستقضي على احتمالات العيش المشترك بين شعوب المنطقة.
واختتم العرابي تصريحاته بالقول: "التحركات المصرية الإقليمية والدولية تأتي في سياق مساعي القاهرة لتجنب السيناريو الأسوأ والذي يلوح البعض للجوء إليه دون إدراك لعواقبه ونتائجه على مختلف دول الإقليم والقوى الدولية الكبرى والتي لديها مصالح استراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط".