جريدة الديار
الأربعاء 8 مايو 2024 04:48 مـ 29 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

حلوى المولد
حلوى المولد

كشفت دار الإفتاء المصرية، حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث ورد الأمر الشرعي بتذكُّر سِيَرِ الأنبياء وأيام موالدهم؛ قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ﴾ [مريم: 41]، وقال: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى﴾ [مريم: 51]، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أولى الأنبياء وأحقهم بتذكُّرِ سيرته ومولده والاقتداء به.

وأوضحت دار الإفتاء، أن الاحتفال بِذكرى المولد النبوي يكون بتجمُّع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم وإطعام الطعام صدقة لله، وغير ذلك من أنواع البر والقربات، ولا يُلْتَفَتُ إلى غير ذلك من مظاهر الاحتفال المخالفة للشرع، التي تأباها الفطر السليمة.

وأكدت أنه يجوز شرعًا إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بكافة مظاهر الفرح والسرور، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في هذه المناسبة العطرة؛ وذلك محبةً منهم لما كان يحبه النبي من الطعام؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ" أخرجه البخاري.

واستشهدت بما قد ثبت في كُتب السنة النبوية المطهرة اجتماع الصحابة رضي الله عنهم في حياته صلى الله عليه وآله وسلم ما يدل على مشروعية الاحتفال وقراءة السيرة النبوية بِنِيَّة شكر الله تعالى على نعمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ وَهُمْ جُلُوسٌ فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَنُمَجِّدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ، قَالَ: «اللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟» قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ» أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الدعاء.

ذكرى المولد النبوي

وذكرت أن المولد النبوي الشريف هو إطلالة للرحمة الإلهية، فقد عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه رحمة للعالمين، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، والأصل في المسلم أنه إن أصابته رحمة فرح بها؛ قال تعالى: {وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا} [الشورى: 48].

كما أكدت على أنه يجب أن نتذكر في هذه المناسبة العطرة (المولد النبوي) أن البعد عن الأخلاق والقيم المحمدية السامية هو ما أوصلنا إلى كثير من الأزمات التي ما زلنا نعاني منها في حياتنا، خاصة بعدما تمسك البعض بمظاهر التدين دون جوهر الدين.

شراء حلوى المولد

وأفتت دار الإفتاء المصرية، بأنه يجوز شرعًا تبادل الهدايا والحلوى إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف؛ وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا» أخرجه مالك في "الموطأ" ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو تقييد ذلك بإباحَتِه في وقت دون وقت.

ونوهت على أن إدخال السرور على الأسرة، وصِلة الأرحام، أمر مستحب، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشد مشروعية وندبًا واستحبابًا.

وأوضحت، أن الأصل في المسلم إذا أنعم الله عليه بنعمةٍ ورحمةٍ أن يفرح بها، وأيُّ نعمة ورحمةٍ هي أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! قال تعالى: {وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا} [الشورى: 48].