جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 01:21 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

انخفاض من أعلى مستوى في شهر.. مفاجأة باسعار الذهب اليوم

الذهب-
الذهب-

تراجع سعر الذهب من أعلى مستوياته في شهر مع بداية أسبوع جديد من التداول في الأسواق العالمية، وذلك في ظل عمليات جني الأرباح بعد أسبوعين من المكاسب، ولكن قد يكون التصحيح ضعيفا بعض الشيء بسبب ضعف الدولار.

تتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1954 دولارا للأونصة بعد أن سجلت أدنى مستوى عند 1950 دولارا للأونصة، بينما قد ارتفعت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.6%.

استطاعت أسعار الذهب أن تحقق ارتفاعا كبيرا خلال الأسبوعين الماضيين بعد أن وجدت الدعم من تزايد التوقعات أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى رفع الفائدة مرة واحدة فقط في اجتماعه القادم في يوليو قبل أن يتوقف عن سلسلة رفع الفائدة بعدها.

جاء التأكيد على هذا من عدد من بيانات التضخم عن الولايات المتحدة التي أظهرت تراجع أقل من المتوقع ما يعكس استجابة التضخم لعمليات رفع الفائدة من قبل الفيدرالي بالرغم من كونه بعيدا عن مستهدف البنك.

التسعير في الأسواق وضع احتمال يتخطى 95% أن البنك الفيدرالي سيقوم برفع الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعه في يوليو الجاري، ولكن اختفت الاحتمالات برفع الفائدة في الاجتماعات التالية للبنك وفق تحليل جولد بيليون .

وساعد هذا على ارتفاع الذهب بشكل كبير خاصة في ظل انهيار في مستويات الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، وتسجيله أدنى مستوى في 15 شهر وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية.

هذا ويستمر مؤشر الدولار في التراجع بنسبة 0.1% خلال جلسة اليوم وهو الأمر الذي ساعد الذهب على التماسك فوق المستوى 1950 دولار للأونصة، بالرغم من التوقعات بحركة تصحيح سلبية بعد الارتفاعات الكبيرة التي سجلها سابقاً.

من جهة أخرى تأثرت أسعار الذهب سلباً اليوم بصدور بينات النمو عن الاقتصاد الصيني خلال الربع الثاني حيث سجلت نمو بنسبة 6.3% على أساس سنوي مقارنة مع التوقعات عند 7.1%، ولكنه أعلى من قراءة الربع الأول عند 4.5%.

الصين تعد المستهلك الأول للذهب في العالم، وتراجع النمو في الصين ينعكس بالسلب على أداء القطاع العائلي الاستهلاكي بشكل عام وعلى استهلاكهم للذهب بشكل خاص، وهو أحد الأسباب وراء التراجع الذي أظهره الذهب بداية من جلسة اليوم.

من جهة أخرى قامت الحكومة في الصين بالحد من واردات الذهب على الرغم من الأسعار شبه القياسية التي يتداول عندها الذهب في الصين بالإضافة إلى موسم ركود الطلب على الذهب في الصين من قبل القطاع العائلي الصيني.

ارتفع سعر الذهب المحلي في الصين بنسبة 13% على أساس سنوي في شهر يونيو الماضي وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في الطلب على الذهب وتسبب في انخفاض الطلب الإجمالي بنسبة 10% سنويا من كمية السبائك المخزنة.

الطلب في السوق المحلي في الصين التي تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم يمثل نسبة كبيرة من الطلب على المشغولات الذهبية والسبائك حول العالم، وفي ظل هذا التراجع نجد أن الذهب قد فقد أحد العوامل التي تدعمه.

وأظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 11 يوليو، ارتفاع كبير للطلب على عقود شراء الذهب مقارنة مع التقرير السابق بمقدار 240546 عقد بينما ارتفع الطلب على عقود بيع الذهب مقارنة مع التقرير السابق بواقع 74792 عقد.

اظهر التقرير أيضاً ارتفاع إجمالي قرارات التداول على عقود شراء الذهب إلى 248 أمر تداول بينما وصلت أوامر التداول على عقود بيع الذهب إلى 160 أمر تداول.

البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر توسع الطلب على عقود الشراء من جديد مع استمرار الطلب على عقود البيع أيضاً، الأمر الذي يصف التحرك الإيجابي الكبير الذي سجله الذهب خلال الأسبوع الماضي.

استمرار الطلب على عقود البيع في التزايد يعكس أيضاً الحذر لدى المستثمرين وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لأسواق الذهب على المدى القصير إلى المتوسط.

الجدير الذكر أن تقرير مجلس الذهب العالمي الذي صدر مطلع شهر يوليو أظهر أن النصف الأول من العام القوي للذهب من المرجح أن يفسح المجال أمام نصف ثاني من العام أكثر حيادية.

ويرى مجلس الذهب العالمي أن الذهب يجد الدعم خلال النصف الثاني من العام من جراء اقتراب دورة رفع أسعار الفائدة من الانتهاء من قبل البنوك المركزية العالمية، بالإضافة إلى توقعات بانكماش معتدل للولايات المتحدة أواخر عام 2023 وهو ما يدعم الذهب.

ويشير التقرير أنه إذا ساءت الظروف الاقتصادية وواجه الاقتصاد الأمريكي هبوط حاد فسوف يواجه الذهب طلبًا متزايدًا. وعلى العكس من ذلك فإن الركود الهادئ للاقتصاد الأمريكي واستمرار السياسة النقدية الأكثر تشددًا المتمثلة في إعادة رفع الفائدة أو الحفاظ على الفائدة عند مستويات قياسية لفترة أطول من الوقت يمكن أن يؤدي إلى سحب الاستثمار من أسواق الذهب.

ولخص تقرير مجلس الذهب العالمي توقعاته للنصف الثاني من عام 2023 أنه نظراً لعدم اليقين في التنبؤ بنتائج الاقتصاد الكلي العالمي، فإن أداء الذهب سيكون إيجابي بشكل محايد خلال هذه الفترة.

شهدت أسعار الذهب محلياً تحركات ضعيفة خلال جلسة الأمس ليستمر التداول في نطاق ضعيف وسط ترقب في الأسواق لحركة السوق العالمي بعد الأداء الإيجابي الكبير الذي سجله خلال الأسبوعين الماضيين وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الاثنين 2175 جنيه للجرام بينما وصل سعر الجنيه الذهب 17400 جنيه.

الفترة الحالية تشهد هدوء في الأسواق المحلية بسبب ضعف الطلب الناتج عن ضعف السيولة النقدية لدى المشاركين في الأسواق، هذا بالإضافة إلى استقرار وهدوء في سعر صرف الدولار في السوق الموازية وفق جولد بيليون.

من جهة أخرى لا تزال الأسواق متأثرة بإعلان الحكومة المصرية خلال الأسبوع الماضي عن نتائج برنامج الطروحات الحكومية، والذي شهد توفير عقود بيع لطروحاتها الحكومية بقيمة 1.9 مليار دولار منها حصيلة دولارية بقيمة 1.6 مليار دولار والباقي سيتم تحصيله بالجنيه المصري.

أيضاً توجه الحكومة إلى زيادة الحصيلة الدولارية خلال السنوات الثلاثة القادمة ليصبح إجمالي الدخل الحكومي 191 مليار دولار خلال عام 2026 القادم.

الجدير بالذكر أن صندوق النقد الدولي قد رحب بخطوات الحكومة في برنامج الطروحات، وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي أن إجراءات الحكومة تعمل على تسهيل برنامج التمويل لمصر، إلى جانب دعم وتوفير الموارد للتمويل الخارجي.

ويتطلع صندوق النقد الدولي لإجراء المراجعة الأولى مع مصر في إطار البرنامج الجديد الذي تحصل مصر من خلاله على 3 مليار دولار خلال 46 شهرا والذي تم الاتفاق عليه في ديسمبر الماضي وقد حصلت مصر على الدفعة الأولى وقيمتها 347 مليون دولار.

ووفقاً لرئيس الوزراء تستهدف مصر جمع مليار دولار آخر من برنامج الطروحات خلال الفترة القادمة وفق عقود لم يتم الانتهاء منها بعد لبيع حصص من عدد من الشركات المملوكة للدولة.

من ناحية أخرى من المنتظر أن تقوم هيئة الثروة المعدنية خلال الأسبوع الجاري بتوقيع 7 عقود للاستغلال التجاري لاكتشافات الذهب مع شركتي سنتامين وباريك جولد وهي شركة كندية مصنفة ثاني أكبر شركة تعدين في العالم.

شركة باريك جولد ستقوم باستثمار 8.8 مليون دولار في 19 قطاعا للبحث عن الذهب في الصحراء الشرقية، بينما تستمر شركة سنتامين الاسترالية وصاحبة امتياز التنقيب في منجم السكري الأكبر في مصر في ضخ استثمارات تصل إلى 9.1 مليون دولار.

استقرت أسعار الذهب الفورية مع بداية الأسبوع فوق المستوى 1950 دولارا للأونصة وهو ما يدعم الحركة الإيجابية للذهب، ولكن قد تستمر التحركات العرضية خلال الفترة القادمة بسبب منطقة المقاومة الجديدة 1975 – 1980 دولارا للأونصة التي تنتظر الذهب.


حالياً تعد منطقة الدعم بين 1940 – 1950 دولار للأونصة هي الحاجز الذي يمنع الذهب التصحيح السلبي، وكسرها لأسفل يفتح الباب إلى مستويات 1930 وحتى مناطق الـ 1900 دولار للأونصة.
بالنسبة لأسعار الذهب المحلية فنجد أن الأسعار استسلمت للتراجع التدريجي والتداول تحت المستوى 2200 جنيه للجرام عيار 21، وهو المستوى الذي أجبر الأسعار على التراجع خلال الفترة الأخيرة وحد من زخم الصعود.

اختراق المستوى 2170 جنيها للجرام قد يدفع الذهب للوصول إلى مناطق المستوى 2150 جنيها للجرام، وفي حالة السعر في كسر هذا المستوى يستهدف منطقة 2120 – 2130 جنيها للجرام وهي المنطقة التي تدفع السعر إلى الانعكاس لأعلى كونها مستويات مناسبة للشراء لمن يمتلك السيولة من المشاركين في الأسواق.